كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

اهل السنة والجماعة: أنه لا حظَ لأحد في معرفة كنه ذلك وحقيقته، وإنما
الواجب فيه التسليم، والتفويض إلى علم الله، بدون بحث في تأويله؟ فلا
يقولون: له يد لا كأيدينا، ولا يقولون: له عين لا كأعيننا؟ وهؤلاء يوجبون
الوقف في اَية: " وَمَا ئغلَمُ تَأوِيلُ 7 إلا اَلئَهٌ " 1 ال عمران: 7، على قوله: " إلا الله ".
وا لمذهب ا لثا ني: وهو مذهب ا لمعتزلة، وبعض ا لمتأخرين، أن الراسخين
في العلم يعلمون تأويل المتشابهات، بما يوافق اللغة، ويلائم تنزيه الله عما لا يليق
به: فالثه تعالى لا يد له، ولا عين، ولا وجه، ولا مكان؟ وظاهر المتشابهات
مستحيل؟ فيجب التأويل بما يحتمله، فتؤول اليد بالقدرة، والوجه بالذات،
والعين بالرعاية، والمجيء بمجيء امر الله؟ والنزول بنزول رحمة الله. . .
والاستواء بمعنى الاستيلاء والتمكن. . .
وهؤلاء يوجبون الوقوف في الاية السابقة، على قوله: "وَاَلزسِخُونَ فِى
اَلحِذِ" لا على ما قبله.
وقرر الشيخ مذهبه بقوله: ولا شك أن مذهب السلف في هذا، اولى
واسلم، وأليق بسياق الاَية، ومكان الوقف عليها؟ وما نقل عنهم إ لا قولهم: الله
اعلم بمراده، وا لإنكار على من بحث في المتشا بهات، ووسمه بإ لابتداع؟ وقولةُ
مالك فيه معروفة: "الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب،
والسؤال عنه بدعة (1).
(1)
!!!
انظر ص 07 2 - 08 2 من الكتاب، واعتذر الشيخ عن إيراد هذه المسالة في هذا
الموضع - والكتاب كتاب اصول فقه - وهذه تتعلق بعلم الكلام والتوحيد لتتم
المقابلة بين أقسام اللفظ باعتبار الظهور، وباعتبار الخفاء؟ فيقابل الخفي
الظاهر، والمشكل النص، والمجمل المفشَر، والمتشابه المحكم.
113

الصفحة 113