كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

الطريقة الأولى:
وهي طريقة المتكلمين، وتسمى أيضاَ طريقة الثافعية، وتمتاز بتحرير
القواعد الأصولية وتنقيحها وتوطيدها بالأدلة والبراهين النقلية والعقلية، سواء
اوافقت الفروع الفقهية أم خالفتها0
ولا تعنى هذه الطريقة بالفروع، فلا تستعرض منها إلا الجانب اليسير
بقصد التوضيح أو التفصيل أو التمثيل.
وانصرفت عناية واضعي هذه الطريقة والكاتبين فيها إلى الجدل العلمي
والتحقيق الأصولي على طريقة المناقثة والمناقضة، وتخيل الاعتراضات
ونقضها، وكثرت فيها الفنقلة (فلا قلت قلنا)، ورسالة الثافعي مثال على ذلك.
الطريقة الثانية:
وهي طريقة الحنفية، وميزة هذه الطريقة تكوين القواعد الأصولية العملية
التي تفرعت عنها احكام فقهائهم، أو التي خُئل إليهم أنها تفرعت عنها،
وتقريرها.
وحين استخرجوا القواعد الفقهية من كتب الفروع الفقهية كانت عرضة
للتبديل والتغيير حتى تستقر على وجه تتفق فيه مع الفروع؟ ومن ثم كثرت
الفروع الفقهية لديهم.
وسبب بناء القواعد من الفروع انهم لم تقع أيديهم على كتب لأئمتهم فيها
رسم الأصول وضوابطها كرسالة الثافعي لدى الثافعية؟ فاضطروا لإيجاد
قواعد مسلمة تتفرع عنها هذه الفروع المأثورة لديهم.
الطريقة الثالثة:
ويمكن تسميتها بطريقة المتأخرين وهي تجمع بين الطريقتين الماضيتين،
وتستكمل مزاياهما فتحقق القواعد الأصولية بالأدلة والبراهين، وتطبق عليها
الفروع الفقهية.
116

الصفحة 116