كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

! -وفيها ذلك الحل الإلهي العجيب المفاجن المنقذ.
وتبدو في القصة ايضاً خصائص الأسلوب القصصي: من تسلسل
الفكرة، هاشراق التعبير، ويسر التراكيب، ووضوح الألفاظ، وشرف المقصد،
وسلامة العبرة.
واسلوب القصة غني قوي الإثارة والتأثير، وبث الحركة والحياة في
الموضوع المتناول، وهو كذلك مغر بالاستماع والتتبع المشوق، سريع في
لمس شغاف القلب، وإرساء الأفكار في اعماقه.
ومن الواضح في هذه القصة التصويرية انها قريبة سهلة المنتزع، بيئية
المصدر والعنصر، لم تغرب في نسيج الخيال، ولم تشد فكر السامع والقارى
إلى مجالات الفضاء العميق الاَفاق.
وهي ايضاً صورة متكاملة الفصول والجوانب، فهي ترسم الواقع كما
تجري فيه الأحداث، وتوثميه ايضاً بخوالج النفس، واحوالها الدقيقة، كلما
تأثرت نفس معاني المشكلة، وبطل القصة، بالأحداث المتلاحقة في الواقعة.
وقد ادت هذه الصورة التشبيهية التمثيلية غرضها، وابرزت المعنى
المراد، وهو عظيم رضا المولى - تبارك وتعالى - عن توبته الصادقة، ورسخته
في ضمير السامع.
ومن هنا تردد ابن علان في شرحه هذا الحديث في المراد من هذا
التصوير:
أ- فهو إما أن يكون غاية.
ب - او هو تشبيه مركب عقلي، من غير نظر إلى مفردات التركيب؟ بل
تؤخذ الزبدة من المجموع، فتكون غايته ونهايته.
! - او هو تشبيه تمثيلي، بأن يموهم للمشبه الحالات التي للمشبه به، ثم
هو ينتزع له منها ما يناممبه.
122

الصفحة 122