كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

ولذا ما تكاد تجد خطبة للشيخ أو درساَ أو محاضرة أو ندوة أو أي لقاء
دون ذكر القصة أو الشاهد0
ولو اقتصر الخطباء على المعاني دون الشواهد لضعف تأثيرهم، وقل
الانتفاع بهم، وهو معروف ملموس.
والشيخ يعتني - أكرمه الله - بالقصص المعاصرة كثيراَ؟ لأن الناس ظنوا أ ن
الأمة لم تضرب الأمثلة الصادقة في كل خلق أو مكرمة إلا في بداياتها وفي
قرونها المفضلة؟ فعندما يسمع عن معاصر على جانب عظيم من التخلق بالصبر
أو البذل أو التواضع إلى غير ذلك من الأخلاق، يكون له الدافع القوي للتأسي،
وكيف يعتذر والمقتدى به يعيش زمانه، ولا ينفك عن مشكلاته وهمومه؟!.
وهذا ما أنهجه أنا من سنين فيما أكتبه من القصص الواقعية في مجلة
(النور) الكويتية.
-نموذج من خطبه: (ربيع النبي -! ميِ! ((1):
هذا شهر ربيع الأول. شهر الهدى والنور، شهر الرسول عحم! م الذي أنقذ
الإنسانية وانطلق بها في مسارها الصحيح.
في هذا الشهر ولد سيدنا محمد يك! حِ وفي هذا الشهر هاجر إلى المدينة،
وفي هذا الشهر تمت له انتصارات: بعضها على بني النضير من اليهود، وبعضها
على الكفار في الشمال، على اطراف الشام، وبعضها على النصارى في
الجنوب، وبعضها على المشركين في الحجاز.
وفي عام ولادته، حدثت واقعة الفيل: لما أراد (أبرهة) - وكان من
(1)
نشرت هذه الخطبة في مجلة (النور) الكويتية في العددين (85 - 86) صفر
وربغ الأول 12 4 ا هالموافق اغسطس - سبتمبر 991 ام، ص 56 - 57، وقد
حذفت منها المقدمة والدعاء0
158

الصفحة 158