كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

وقد اخبرني اخي الفاضل الدكتور مأمون كاتبي أن واحداً حدثه أنه كان
منطلقاً بسيارته فسمع صوت الشيخ فصف سيارته جانباَ ليتمتع بحديثه الأخاذ،
وحسن مخإرجه في أداء الحروف.
- نموذج من أحاديثه الإذاعية: (الباعث على البِز ((1):
إن مزدحم الرقي، وتنازع أسباب البقاء، وجدارة قيادة العإلم، هو ما
تقدمه الأمم إلى الأجيال من ضروب البر، الذي ينشر رحمته على طبقات
المجتمع كلها؟ وهو ما نسميه بسُمُؤ النزعة الإنسانية عند الأمم.
ولا شأ ان الحضارة الغربية قطعت في هذا الصدد أشواطاً مترامية في
العصر الحديث، لكنها مازالت مع كثرة وسائل التقدم الحضاري دون ما بلغته
حضارتنا بالأم! كماً وكيفاً وتنوعاً.
ومن أول ما يوخه إلى البر في الغرب، هو انه لم يستطع التنفحل من
الإقليمية والتعصب الممقوت للَجنس واللغة والبلد والمذهب، وكانت ينابيع
البر في الإسلام لكافة الناس، بقطع النظر عن جميع هذه الاعتبارات، التي
اُلغيت مع مطلع البعثة المحمدية.
كما أن البر الغربي المتعصب المخصص ينقلب إلى فجور وأثَرة عندما
يتجاوز حدود الوطن.
والبر الإسلامي المجرد بقي إنسانياً عالمياً في بيثات الإسلام، وديار
الحرب على السواء.
وأبو عبيدة الفاتح في بلاد الحرب، يرد على المحاربين الكفار ما يأخذه
(1)
هذه الحلقة الثامنة من برنامج (وجهة نظر) الذي أذيع اوائل السبعينيات في
إذاعة الرياض، عندما كان الشيخ مدرساً فيها، والحلقة الثانية الباقية من هذا
البرنامج هي السادسة بعنوان: منزلة العُرْف.
163

الصفحة 163