كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

منهم في سبيل حمايتهم عندما يعجز عن الوفاء بالتزامه.
إن باعث البِر في الغرب! ان اتخذ لَبوس الإنسانية في الظاهر لكن
باطنه مثقل بحب الشهرة، وتعزيز الدعاية، وطلب الجاه، والحرص على
الخلود.
وباعث البر عند المسلم ابتغاء وجه اللّه، والإخلاص لوجهه.
ومن هنا حملت الحضارة الإسلامية مشاعل النور، وامتزجت بعوامل
الخلود؟ وحملت حضارة الغرب بذور الفناء.
يسمع صحابي قوله تعالى: " مَن ذَا الَذِى يُقرِضُ أدئَهَ تَرْضاحَسَنا! يفُمَعِفَإُ لَه،
أَضْحَابم صثِيرَير " 1 البقرة: 5 4 2) فيتصدق ببستانه الذي لا يملك غيره، ويُشهد
على ذلك، ويُخرج منه أولاد 5 وزوجه التي ترتاح لما صنع فتقول: رَبِحَ بيعك
يا أبا الدحداح!.
ويسمع الصحابة حديث: "بخِ بخِ ذاك مال رابح، ذاك مال رابح، حبِّس
الأصل، وسئل الثمرة " فيتسابق الصحابة إلى الربح، حتى لا يبقى منهم إلا من
أوقف من ماله بثيء.
ويتوالى الإيقاف على شتى المرافق، في العالم الإسلامي عبر
التاريخ بما يُذهل العقول، لا للشهرة ولا لحب الصيت، ولكن لابتغاء مرضاة
الله.
ويبلغ السمو بصلاح الدين الذي أنقذ شرف المسلمين، واستردَّ بلادهم
من الصليبيين، ان أنفق ماله كله في جهات البر، وحشد بلاد الشام ومصر
بالأوقاف والمؤسسات الخيرية: من معاهد ومساجد، ورباطات ومدارس،
ويخشى من الرياء وتطاول حظوظ النفس، فيسجل عليها أ سما. ع وزرائه وأصدقائه
وقؤَاد 5، دون اسمه.
164

الصفحة 164