كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

فال اهل العلم: انما يشتبه الحلال بالحرام على بعض اهل العلم؟ لأنهم
افسدوا قلوبهم وعقولهم بحب الدنيا، فدنسوا قلوبهم، وافسدوا ايمانهم
بالطمع فأسقموه، وافسدوا جوارحهم بالسحت والحرام، فلطخوها، وافسدوا
طريقهم الى الله فسدوها، فليس لأهل التخليط من هذا الصفاء القلبي النوراني
وعلاماته المشيرة حظ ولا نصيب؟ لأن الحق واليقين والحكمة لا تسكن الا في
قلب نقي طاهر (1). . .
6 - من شمائله الكريمة:
إذا لم يكن للعالم أو الفقيه شمائل طيبة، وخلال حميدة فما قيمة علمه ا و
فقهه؟! وكم يأسرك من عالم أدبٌ جم فينسيك علمه فتسترسل في ذكر هذا
الأدب، ومن هنا قدموا الأدب على العلم، فبماذا اشتهر شيخنإ؟.
التواضع النادر:
ما يذكر أحد شيخنا إلا ويذكر تواضعه النادر، وهذا كالمتواتر؟ ومن
مظاهر ذلك واجمله: التواضع للعلم والعلماء كقوله: الله يقبلنا طلاب علم، إ ن
ذُكر السلف قال مرات: لا أدري يقبلونا طلاب علم؟! وسمعته مراراَ يقول عن
نفسه: طويلب علم. وهو الذي تَخرج به اكابر المدرسين في الجامعات!.
وانظر مقدمات وخواتيم كتبه فج! ها صُدر اسمه فيها بخادم العلم الشريف
وطلابه الشرفاء العبد الفقير. ويحبس نفسه في الجامع على طالب واحد دون
تضجر، ويقبل عليه. وفي فصول الجامعة يسمح لمن شاء بالخروج دون
غضاضة في حين أن بعضهم يعتبر هذا إهانة أو استهانة بالمعلم فيغضب لنفسه.
ومن مطاهر التواضع النادر أنه يغافل من يزوره من الطلاب أو غيرهم
(1)
من مقال في جريدة الأنباء الكويتية بتاريخ 15/ 1989/12 م، ص 10 تحت
عنوان: موقف المسلم من اختلاف الفتاوى، نقلته لأهميته هنا عند الاختلاف.
38

الصفحة 38