فيصف لهم احذيتهم حتى إذا ما خرجوا وجدوها معذَة على أحسن وجه، وهذا
ما كان يأسرنا مرات، فنزداد له حباً، وبه تعلقاً.
الدقة في المواعيد والعناية بها:
اشتهر شيخنا - أكرمه الله - بالتزامه بأوقات المحاضرات والدروس وما
يتخلف إ لا نادراً. ويتهيأ دائماً لكل موعد مع أخذ الأهبة، وكنت إ ذا أردتُ التغيب
لعذر طارىْ أعتذر له عن ذلك لعلمي باعتنائه بالموعد، ولو لشخص واحد.
العناية بالمظهر والتأئق به:
وأنا أعزو هذا لإجلال العلم، وما يحمل في صدره من شرف القراَن
العظيم، فما تراه إلا في ثوب نظيف وكمال تام، وغطاء الرأس ناصع البياض
دائماً، مع عناية وجمال وترتيب ينئمُ عن شخصيته وذوقه العالي. حتى الحذاء
فما تراه إلا في موضعه، كأنه جديد لم يُلبس.
ذكر الأموات باحسن ما فيهم والترحم عليهم:
وهذا يندر في الناس، حتى إننا لنجد 5 يترحم على من اشتهر بظلم أو فسق،
وهو حق؟ إذ لم نُؤمر بذكر السوءات وفضح العورات، ثم الشتمُ والقدح يحسنه
كل أحد، ولكن لَجم اللسان إلا عن خير لا يحسنه كل أحد. وهذا عندي من
أعظم شمائل الشيخ، فكم ضعفنا أمام هذا الخلق العالي، وأهدينا الأموات من
حسنا تنا، وا لقينا على عواتقنا من أوزارهم!!.
الدعاء بظهر الغيب لمشايخه ولطلابه وزملائه ولكل من أوصاه:
وهذا من اشهر شمائله، وهو متواتر، حتى إنه يُذكر أول الشمائل عند من
عايشه او اجتمع به ولو ساعة.
فلا نكاد نذكر أحداًامامه من أهل الفضل أو العلم إلا ويقول: ذكرتُه في
الليل مع فلان وفلان، فتطمع فتفول له: اذكرنا معهم، فيقول: ذكرتك مع فلان
وفلان!.
39