فلبه الممتلئ إيماناَ وحكمة، وبعقله الرصين المتميز، وباَدابه الجمة، واخلاقه
الرفيعة 0 0
كما يرعى طلبته بنظراته المعبرة، ونصائحه المؤثرة، وعباراته وكلماته
الناعمة، فقد اوتي من حسن الخَلْق والخُلُق ما ميز 5 عن كثير ممن حوله.
كنت كلما رأيته يهش ويبش في وجهي، متذكراَ جدي الشيخ عيسى
البيانوني، ووالدي الشيخ أحمد، مترحماَ عليهما ومترضياَ عنهما، وطالباَ قراءة
الفاتحة لهما. . وذاكراَ لي اخذ 5 عن الجد- رحمه الله - مادة الأخلاق في الثانوية
الشرعية، ويحدثني عنه.
وكان يرفع من قدر تلامذته، ويشد من همتهم بتعليقاته اللطيفة،
وتوجيهاته السديدة،، اذكر فضله علي يوم كنت في كلية الشريعة بدمشق أقدم
رسالتي الجامعية التي سعدت ب! شرافه علي فيها، وكانت عن (الإمام سفيان
ا لثوري: حيا ته ا لعلمية وا لعملية). فكا ن يدفعني إ لى ا لبحث دفعاَ، ولم يوافق على
تقديم الرسالة حتى استجبت لطلبه في جمع شيء من فقه الثوري - رحمه الله -.
ويوم قدمت إليه نسخة من رسالة الدكتورا 5 عن (الحكم التكليفي في
الشريعة الاسلامية) وذلك قبل مناقشتها، قال لي بعد فترة وجيزة مشجعاَ، لقد
فرأت رسالتك كلها، ولأول مرة أقرأ رسالة علمية بلغة عربية أدبية.
وكنت كلما سلَّمت عليه وطلبت منه الدعاء، أكد لي انه يدعو لي ولوالدي
وجدي بظهر الغيب يومياَ، فأشعر بسعادة تغمرني كلما سمعت منه ذلك،
واستفدت منه درساَ بليغاَ في بر الاباء للأبناء، وبر الأبناء للآباء.
ولعل من أبرز مناقبه العديدة التي حفظتها عنه من صغري، وكان لها الأثر
الكبير في حياتي العملية، أني كنت اراه في مدينتي حلب متعمِّماَ كعادة الشيوخ
والعلماء فيها، في الوقت الذي ارا 5 في غير حلب متخففاَ من لبس العمامة!
فاستغربت ذلك، وتتبعت السبب، فعرفت من بعض المقربين منه: أنه كان
يفعل هذا براَ بوالد 5 الذي حرص على تعليمه العلم الشرعي، ولا يرضيه إلا أ ن
49