كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

يراه متعمماً فكان يحقق له رغبته على حساب قناعته الشخصية، ولو استغرب
الناس من حوله، فكان هذا درساَ بليغاً في بر الوالدين، وقدوة حسنة في مثل هذ5
المواقف، التي قد لا تخلو منها علاقة ولد بوالده.
وأختم حديثي المختصر عن شيخي وأستاذي - حفظه الله - بمقولة جميلة
حفطتها من والدي - رحمه الله - وهو يتحدث عن العلماء والدعاة فيقول:
"إن العلماء والمشايخ على اختلاف مناهجهم ومشاربهم، مَثَلُهم مَل
الورود والأزهار في الحدائق والبساتين، كلما مررت بواحدة منها استوقفك
عندها لونها وعبيرها، حتى تكاد تراها أجمل وردة وزهرة في الحديقة! ف! ذا
مررت بغيرها، جذبتك إليها الأخرى، وفعلت في نفسك ما فعلت سابقتها، مما
يصعب عليك معه أن تفضل واحدة على غيرها.
فعلى طالب العلم العاقل أن يتعامل مع العلماء تعامله مع الأزهار والورود
يتنقل من زهرة إلى زهرة - كما يفعل النحل - لتخرج بذلك عسلاً متميزاَ، ولا
يجوز له بحال من الأحوال أن يصرفه عن جمال الزهرة وعبيرها بعض الشوك
الذي قد يراه فيها أو يصيبه منها".
جزى الله عنا جميع شيوخنا وأساتذتنا خير الجزاء، وأمتعنا بحياة الأحياء
منهم، وأمذَ في عمرهم، وبارك في عطائهم ونفعهم.
ورحم الله من قضى نحبه منهم، وجعلهم في عليين، والحمدُ لنهِ رفي
العالمين.
3 رمضان المبارك 1 2 4 1 هـ
9 2/ 1 1/ 0 0 0 2 م
50

الصفحة 50