2 - ثناء الأسناذ الدكتور محمد رواس قلعه جي
كلية الشريعة - الكويت:
بسم الله الرحمن الرحيم
عرفت الأستاذ الدكتور العلامة المحقق أبا براء محمد فوزي فيض
مدرساً، ثم عرفته زميلاً في الجامعة وجاراً في السكن.
ولا أزال أذكر وأنا طالب في كلية الشريعة من الجامعة السورية - انذاك
والتي صارت فيما بعد تحمل اسم (جامعة دمشق) ذلك الشاب الجميل الوسيم
الذي قَدِمَ إلينا، ليدرّسنا الفقه الحنفي من (كتاب الهداية)، وقد استطعنا أ ن
نعرف بغير عناء أن هذا الشاب الوسيم هو معيد في الكلية، وأنه سيقوم بتدريس
الفقه الحنفي من الكتاب المقرر حتى يتم إيفاده إلى مصر للالتحاق بالدراسات
العليا، إنه: محمد فوزي فيض الله.
ودخل علينا قاعة المحاضرات، وأمسك قطعة الطباشير بيد 5، وكتب
على السبورة السوداء: (العارية)، ذلك هو عنوان محاضرة اليوم، ثم أ خذ يتدفق
علماً،! وغه بأجمل عبارة، وأبهى بيان، يورد عبارة صاحب الهداية من حفظه
فيقول: قال صاحب الهداية، ثم يسوق عبارته المغلقة، أو الدقيقة الحبكة، ثم
يأخذ في تحليلها وشرحها ليتجاوز إلى غيرها ويقول. . ثم قال صاحب الهداية
حتى إننا أصبحنا لا يخامرنا شك في انه يحفظ الهداية بألفاظها. وحتى أصبحنا
نفضل محاضرة هذا المعيد على محاضرة الدكإترة الكبار، ولم تدم فرحتنا بهذا
المعيد طويلاً حتى سافر وتركنا ليلتحق بالدراسات ا لعليا في القاهرة.
ولم تدم غيبة هذا الأستاذ المعيد عن الجامعة طويلاً، حتى عاد إليها وهو
يحمل شهادة الدكتوراه في الفقه، وهو يعد العدة لنيل دكتوراه أخرى في
العربية، وعلمن! عنه أنه كان وعاء علم، عميق فهم، غير متساهل مع طلابه،
لا ينجح عنده إ لا من جاهد خير جهاد في طلب العلم.
51