كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

ومضت أربعون سنة ونيفاً لم ار فيها الأستاذ العلامة الفذ أ. د/ محمد
فوزي فيض الله إلا صدفة من غير ميعاد، وعُينت أستاذاً في جامعة الكويت،
فحُزت شرف زمالته في كلية الشريعة من جامعة الكويت، فأحبني وأحببته،
وسكنت بجواره في سكن الأساتذة في جامعة الكويت بالشويخ، فتعمَقت
معرفتي به، وعلمت أنه نذر يوم الجمعة للمسجد، يبدأ دروسه فيه من بعد صلاة
الفجر إلى صلاة العشاء يحضر عليه طلاب الفقه والأصول والأدب وغيرها من
العلوم التي يجيدها أبو براء.
وعرفت فيه التقي الورع الذي لا يسهر بعد صلاة العشاء، ليستيقظ في
الثالثة سحراً، يتهجد قائماً دثه تعالى، وقاعداً وذاكراً، وكان لا ينسى من دعائه
أحبابه من اهل العلم والصلاح بخاصة، فكانت له منظومة يحفظها، ويسردها
في دعائه سَرْداً، تشتمل على أكثر من عثرين اسماً، وكنت كلما طلبت منه
الدعاء يقول: ادعو في كل سحر للقلعجيان، وا لزحيليان، والعتر، و. . ويسرد
عليئَ منظومته.
وعرفت فيه الكئس الفطن، الشهم الكريم الخصال، كان لا يخلو أحد
جيوب ثوبه من الحلويات، ولا يخلو جيبه الثاني من العطر الزكي، فلا يلقى
أحداً إ لا ناوله فطعة من الحلوى، وطئبه، ودعا له.
عرفت فيه الزاهد الذي ترك الدنيا وهمومها لغير 5 من أفراد أسرته يدئرها
له؟ وعكف على العبادة والذكر والعلم.
عرفت فيه العاكف الذي لا يزور ولا يزار إلا نادراً، حِلْسُ كتاب، عكف
عليه واغتذى منه، وملازم ذكر، لا يفتر لسانه عن ذكر الله.
كان من عادته أن يجلس مساء في حديقة العمارة التي يسكنها في مساكن
جامعة الكويت، فيشرب الشاي أو القهوة، فإذا أذن العشاء صعد إلى
منزله. اهـ.
صباح الجمعة 5 من رمضان 421 ا هـ
1/ 12/ 0 0 0 2 م
52

الصفحة 52