كتاب محمد فوزي فيض الله العلامة الفقيه المربي

والدكتور محمد فوزي فيض الله هو واحد من أساتذتي الذين استفدت
منهم كثيرأ في حياتي العلمية، ولا أقصد بذلك العلم فقط، ولكن العلم
والسلوك والأخلاق، وله في نفسي آثار طيبة، وأذكر من ماثره أمرين اثنين كان
لهما أثر كبير في نفسي:
الأول: يتعلق بحسن سمته وجمال مظهره، فقد دزَسني في المرحلة
الثانوية مدة أسبوعين تقريبأ، ثم عين معيدأ بعدها في جامعة دمشق، وفي هذين
الأسبوعين كان مثالأ للأستاذ الناجح في علمه وحسن عرضه، إلى جانب مظهر5
وسمته، بل إنه كان يلبس في كل يوم يأتي فيه إلى المدرسة بذلة جميلة جديدة
غير التي لبسها في يومه السابق، وهكذا مدة أسبوعين كاملين، ولا أعلم كم بذلة
عنده.
الثاني: أنني زاملته في التدريس في كلية الشريعة من جامعة دمثق مدة من
الزمن، وكنت أدرس فيها الفقه وأصول الفقه، فكان يمر أمام القاعة التي أدرس
فيها فيحسقُ بعلو صوتي وسرعة إلقائي، ف! ذا انتهى الدرس وحضرت إلى غرفتي
التي بجانب غرفته للراحة والاستعداد لدرس اَخر، شافهني قائلأ: لماذا صوتك
عال وإلقاؤك سريع؟ فاقول له: علو صوتي عادة موروثة، وأنت تعرفها أبأ عن
جد، وسرعة إلقائي ناتج عن شعوري بكثرة المادة العلمية المقررة على الطلاب
وضيق الوقت المتاح لذلك، فكان جوابه لي: علو الصوت مرهق لك ومزعج
للطلاب، ويقلل من تركيزهم في الدرس، فلابدَ من أن تخفضر صوتك، وتبطى
من سرعة القائك، لتكون الفائدة منك كبر، وقد كنت اَخذ هذه النصائح مأخذ
الجد، وأنتفع بها، وقد تحشَن حالي جدأ في ذلك، وأدركت سلامة وقيمة هذه
النصائح في قرارة نفسي، وبدأت لا احيد عنها.
وفي الختام أتمنى لأستاذي الحبيب الدكتور محمد فوزي فيض الله
السعادة والتوفيق، ودوام الصحة والعافية، والحمد دئه رب العا لمين.
ا لثلاثاء 2 / رمضان 1 2 4 1 هـ
8 2/ 1 1/ 0 0 0 2 م
54

الصفحة 54