كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

او المؤلفات الضخمة مثل (تكملة فتج الملهم) ولا يتيسر لكل قارى ا ن
يحصل عليها، فنقدم بعض الخصائص والصفات العامة التي امتازت بها
مؤلفاته تقريباً لها إلى قراء اللغة العربية، وهذا حسب رأي كاتب هذه
الأسطر، فإن لم ينتبه إلى بعض أهم الميزات فالتقصير من الكاتب،
وسنورد هذه الميزات كخطوط عريضة، ولا نتعرض لإيراد الأمثلة،
فإليك بعضها:
1 - ظاهرة التواضع:
هذه صفة تعم أهل العلم العاملين به، ولهذا بارك اللّه تعالى في
علومهم، ونفع بمعارفهم، ونشر في العالمين كلمتهم.
والشيخ محمد تقي العثماني حفطه الله من أولئك العلماء الأفذاذ،
الذي يخلصون عملهم لربهم، وينزلون حوائجهم بباب خالقهم، ومن هنا
نجد هذه الخلة مترقرقة من خلال كتابا ته ومقالاته على اختلاف محتويا تها.
2 - السعة والشمول:
هذه الصفة البارزة هي المنة العلية الكبرى التي امتنّ اللّه بها عليه،
وذلك أنه إن بحث مسألة من المسائل، أو نازلة من النوازل، استوعب.
الكلام فيها من جميع جوانبها بسياق الأقوال والاَراء، وتصوير المسالة
بصورة جلية واضحة، وإبراز أدلتها، وبيان وجوه الاستدلال منها، ثم
يتبعها بمناقشتها، ثم ينتهي به المطاف إلى اختيار القول او الرأي الذي
يدعمه الدليل السالم من المعارض مؤيداً له بما يسنده من وجوه الأدلة
النقلية والعقلية، وخير ما يشهد على ذلك القرارات القضائية والبحوث
الفقهية (1).
(1)
راجع: (عدالتى فيصلى)؟ و (بحوث في قضايا فقهية معاصرة) لفضيلة القاضي
محمد تقي العثماني حفظه الله.
106

الصفحة 106