كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

3 - الانطباع بتفهم محاسن الشريعة:
إن من يقرأ مؤلفاته على اختلاف موضوعاتها، يلمس منها نفساً
شفافةً، لها بصر وعناية بتفهم مقاصد الشريعة الإسلامية ومحاسنها بما
يشفي ويكفي، ويجعل النفس في راحة، وهذا من أهم الصفات التي تمتاز
بها مؤلفاته من غيره.
4 - الحيوية والمشاعر الفياضة:
لعل هذه الصفة من اروع الميزات التي اتسمت كتاباته بها، فإن
القارى لها يرى ان قلمه ليس مجرد آلة تكتب وتؤلف، بل يراه يفيض
حيوية، ويشتعل حماسة، متدفقاً بعلاج أمراض المجتمع في أخلاقه،
وفي سلوكه، ومنهج سياسته، وكيان تعليمه، وتكوين افراده، فهو بهذا
يربط بين العلم وبين أجزاء الحياة بقلب واع، وفكر حساس، وروح تفيض
حيوية ونبوغاً.
5 - التعرض للقضايا المعاصرة:
لقد عرفنا شيخنا حفظه الله أنه لا يقف عند ما وصل إليه الباحثون
القدامى، مردداً ما خلفوه من تراث علمي، بل رأيناه ينطلق من تلك النقطة
التي وصلوا إليها، إذن مؤلفاته ليست إعادة لما قد مضى، بل امتداد له،
وحينما أقول هذا لا أقصد أنه لا يعتني بالقديم، بل أقصد أنه يتشرب
الفديم حتى يجري بدمه، ويمتزج بلحمه، وعندما يكتب، أو يخاطب
الناس، يقدم لهم ما يحتاجون إليه اليوم في ضوء ذلك القديم الذي هو
تراثنا العظيم، فجل اعماله العلمية على هذه الشاكلة، وخصوصاً في مجال
الاقتصاد والقانون، فإن له جهوداً مشكورة، ونحن مدينون له في هذين
المجالين.
107

الصفحة 107