كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

لشرح صحيح مسلم (فتح الملهم) الذي بدأ تأليفه شيخ الإسلام العلامة
شبير أحمد العثماني رحمه الله احد أعلام علماء الهند، وأحد كبار زعماء
حركة استقلال باكستان، ولكن ما إن وصل رحمه الله إلى (كتاب الرضاع)
حتى لبى نداء ربه فشمّر الشيخ محمد تقي العثماني حفظه الله عن ساق
الجد، وأكمله بتوفيق الله عز وجلّ في ستة مجلدات ضخمة.
واولى بنا ان نورد هنا كلمة الشيخ عبد الفتاح أبي غدة رحمه الله
بالتعريف هذا الكتاب، فإن فيها كفاية، قال رحمه الله:
"اما كتاب مسلم فكانت العناية به دون العناية بكتاب البخاري،
وهو من حيث الصنعة الحديثية في سياقة أحاديثه أعذب مورداً، وأروى
مشرباً، وقد خدمه بالشرح والعناية علماء كبار، وفحول أبرار، كان من
اَخرهم محقق العصر، ومجمع الفضائل الغر الزهر، مولانا الإمام الهمام
شبير أحمد العثماني رحمه الله تعالى، فكان كتابه الذي شرح به صحيج
مسلم كما سماه (فتج الملهم بشرح صحيج مسلم) وانتهى به شرحاً إلى
كتاب الرضاع، ثم اخترمته المنية قبل بلوغ الأمنية.
فكان من الحق على عارفيه، والناهلين من موارد علمه وخالفيه،
أن ينهضوا بإتمام جميله، وإكمال صنيعه، فاستنهض شيخنا العلامة
الاكبر والمفتي الأعظم مولانا محمد شفيع رحمه الله تعالى همة نجله
الذكي، والعلامة اللوذعي، المحدث النجيب، والفقيه الأديب الأريب،
محمد تقي العثماني، لإتمام فتح الملهم، عرفاناً منه رحمه الله تعالى بمقام
الشيخ الشارح وحقه، وأداء منه لهذا الحق على يد نجله البارع المفيد.
فكتب حفظه الله تعالى من حيث انتهى العلامة شبير احمد العثماني،
محتذياً مسلكه في التحقيق والإيفاء، وباذلاً جهده في أن يكون الإكمال
بموضع اللبنة من ذلك البناء، وسيقع عمله بإذن الله وعونه موقع الكمال،
110

الصفحة 110