كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

وفي كلمات هؤلاء الكبار العلماء الأجلة الصالحين ما يكفي في
شرح ميزات هذا الكتاب الجليل.
وما يجدر بالذكر هنا أنه لم يلتزم في التكملة بان يسير على نفس
طريقة الشيخ العلامة شبير أحمد العثماني رحمه اللّه، بل اختار أسلوباً غير
أسلوبه، وذلك لوجوه وجيهة ذكرها في مقدمته وهي ما يأتي:
قال: وأما أسلوب هذا التكملة فقد أشار عليئ غير واحد من الأحباب
أن أتبع فيه اسلوب شيخنا العلامة شبير أحمد العثماني رحمه الله تعالى في
حصته في الشرح، ولكنني لم ألتزم ذلك لوجوه:
الأول: أن الثرى لا يطمع أن يبلغ الثريا، والضالع لا يدرك شأو
الضليع، ولا سبيل لمثلي أن يحوز تلك العلوم والمواهب التي اختار بها
الله مؤلف (فتح الملهم). . إلى اَخر ما قاله.
الثاني: أن التكلف في اتّباع مؤلف اَخر يخرج الكتاب عن سيره
الطبيعي، ويجعله بالمحاكاة أشبه منه بالاتباع، وإن مثل هذا التكلف لا
يليق بشرح حديث.
الثالث: ان معظم ما ألّفه شيخنا رحمه الله في المجلدات الثلاث
الأول يتعلق بالعقائد والعبادات، وأما ا! بواب التي شرعتُ في شرحها
جلّها في المعاملات والأخلاق والسير وغيرها، ولكل من الأبواب
مقتضيات خاصة، ولا يمكن أن يتبع في جميعها أسلوب واحد.
فمن هذه الوجوه لم ألتزم توحيد الأسلوب من كل ناحية، ولكني
اجتهدت أن لا يكون بين الحصتين بون بائن. انتهى قوله.
ثم شرح المؤلف في مقدمته مواصفات منهجه الذي اختاره في كتابه
من ترقيم الأحاديث وتخريجها، وضبط أسماء الرجال وتراجمهم، وما قد
114

الصفحة 114