كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

وتاريخها، وتطور عقيدتها ومبادئها، وتحولها مع الزمن في وقت مبكر
من ديانة سماوية سمحة مؤسسة على عقيدة التوحيد الخالص، إلى ديانة
محرّفة مطعمة بالوثنية اليونانية والجاهلية الرومانية، وتعمفات فلسفية
حلولية اتحادية.
وقد ذكر في تفصيل العواملَ التاريخية والعقائد التي لعبت دوراً
خطيراً في تاريخ هذه الديانة المظلومة، التي قلما يوجد لها نظير في وقوعها
فريسة سهلة ولقمة سائغة لأهل الأهواء والأغراض، وأزاح الستار - في
قدرة فا ئقة وخبرة واسعة وأمانة علمية -عن ا لمؤا مرات المحبوكة ا لأطراف،
والمحن القاسية التي تعرضت لها هذه الديانة، التي كان انتصارها في
ميدان السياسة والسيطرة العالمية مقابل إخفاقها وانهزامها في مجال
الديانات والعقائد، فكان كل من ذلك قد بلغ القمة.
وذكر الفرق التي رفضت أن تؤمن بألوهية المسيج، والرجال الذين
رفضوا عقيدة الحلول والتجسد، وما آلوا إليه من خيبة وإخفاق،
واستعراض الفرق المختلفة واختلافاتها، وتناول عقيدة (الصليب
المقدس) والعشاء الرباني، وولادة سيدنا المسيج، وتطور العقيدة
المسيحية وأسبابه، وذكر ما كان د (قسطنطين الكبير) من دور في تحويل
المسيحية عن طبيعتها الأولى، وواصل السير إلى (غريغوريوس)، وذكر
تاريخ المسيحية في مختلف العهود والمناطق، ثم أشار إلى محاولات
ضائعة في سبيل الإصلاخ، وحركات التجديد والإحياء، وتناول (إنجيل
برنابا) بالتحقيق وحدد مكانته في الأناجيل في ضوء التاريخ والبحث
العلمي.
وقد توصل بعد هذا البحث الدقيق العميق في تاريخ المسيحية
وتطورات عفائدها، إلى أن الدين الذي جاء به المسيح عليه وعلى نبينا
119

الصفحة 119