كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

فلا مانع لأعضاء اسرة القاضي محمد تقي حفظه الله أن ينتسبوا إلى
عثمان رضي الله عنه، ومن هنا استأنست ألسنة الناس بكلمة (العثماني) مع
اسماء اعضاء هذه الأسرة كجزء لا ينفك عنها، وكفى ذلك التسامع شرفاً
لأسرة بعد ان عرفته الشريعة ا لإسلامية كأصل في باب الأنساب.
ولادته ومحلها:
ولد الشيخ القاضي محمد تقي العثماني حفظه الله في خامس شوال
سنة 362 اهالموافق 3 أكتوبر 943 ام في قرية (ديوبند) من محافظة
سهارنفور - الهند، واشتهرت قرية (ديوبند) هذه لوجود أكبر مركز تعليمي
إسلامي على ارضها، وهو مدرسة (ديوبند) التي اشتهرت ب (ازهر الهند)
والتي خزجت آلاف العلماء ورجال الفكر ا لإسلامي والدعاة الذين اعادوا
ذكرى السلف الصالح. يقول عنها المفتي محمد شفيع رحمه اللّه:
"وما يدريك ما (ديوبند)؟ قرية صغيرة لم يكن لها كبير شأن من
الناحية العمرانية، ولا ذياع صيت في المجال التجاري أو الصناعي،
ولكن تحتل في هذه البقعة السعيدة داراً عظيمة للعلوم الإسلامية، وهي
(دار العلوم ديوبند) والتي السست عام 283 ا هفي زاوية خاملة بعد سقوط
الحكومة الإسلامية في الهند لتحافظ على العلوم الإسلامية في شكلها
وروحها الحقيفية، فتقبلها الله تعالى قبولاً حسناً، وجعلها مركزاً عظيماً
للعلوم الإسلامية، وكتب لخريجي هذه المدرسة أن يكونوا مجددي هذا
القرن، وأن تكون (مدرسة ديوبند) أكبر مأوى للمسلمين في عصر يشهد
ا لانهيار والتشتت في كل جانب " (1).
(1)
رحمه الله في حياة والده، راجع ص 6 وما بعدها.
انطباعات وتأثرات، للشيخ المفتي محمد شفيع رحمه الله، ص 1 1.
12

الصفحة 12