كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

الصلاة والسلام، قد اندرس بعده بمدة قليلة، وحلت محله ديانة كانت
تعاليمها على عكس أقوال سيدنا عيسى عليه السلام وتعاليمه، وأن
المسيحية المعاصرة ليس مؤسسها هو سيدنا عيسى عليه السلام، وإنما هو
(بولس) الذي توجد له (4 1) رسالة في (الكتاب المقدس) ويستشهد بقول
عالم مسيحي (ص! 4 س! 3*.دالا (: " إن بولس قد غيّر المسيحية الكنسية التي تختلف
عن المسيحية التي جاء بها يسوع المسيج تمام الاختلاف، ولا يمكن
الجمع بينهما في العمل في وقت واحد".
ولما اطّلع كاتب هذه السطور على هذه المقدمة العلمية المستفيضة
التي تقوم مقام كتاب كتب إلى صاحبها الأستاذ محمد تقي العثماني،
يبدي إعجابه بها، ويقترح عليه الإسراع في نقلها إلى اللغتين الإنكليزية
والعربية، لقيمتها العلمية والدعوية، ولأنها منيرة للعقول والأذهان،
كاسْفة لحقيقة الديانة المسيحية، لتكون وسيلة - إذا حالف التوفيق الإلهي
وزال غطاء العصبية - للتفكير الجاد العميق والاهتداء إلى الدين القويم
والصراط المستقيم0
وقد شرح الله صدر كاتبها أخيراَ لتحقيق هذا الغرض، وهيأ له أسبابه،
فطلب من أخينا العزيز الأستاذ نور عالم الأميني الندوي أن ينقله إلى العربية
وهو مترجم قدير، وعالم ضليع في اللغتين، فقام بهذه المهمة في دقة وامانة
وقدرة ولباقة، ويسعد كاتب هذه السطور - ولعله صاحب الفكرة الأولى في
نشرها ونقلها إلى اللغتين العربية والإنكليزية - أن يقدم لهذه المقدمة التي
تنشر ككتاب مستقل، وتقدم إلى قراء العربية، كتحفة علمية، وئمرة يانعة
شهية، لشجرة البحث العلمي الخالص والدراسات الدينية المقارنة-
والحمد لثه أولاَ واخراَ" (1).
(1) ما هي النصرانية، ص 6 وما بعدها.
120

الصفحة 120