كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

وما يتناول العلوم القراَنية من معنى الوحي، وتاريخ نزوله، وقراءاته،
وإعجازه، ويفند ما أثاره المستشرقون من شبهات واهية. . . وبحمد الله
سبحانه وتعالى أن أخانا المبجل محمد تقي العثماني - الخلف الرشيد
لمولانا محمد شفيع حفظه الله - قد قام بهذا العبء الثقيل، فكتب مقدمة
طويلة سدّ بها هذا الثغر، وأحسن إلى الأمة الإسلامية بهذه الخدمة، فبارك
الله في قلمه، ووفقه الله لما يحبه " (1).
وقال الشيخ محمد شفيع رحمه الله: " وإني لم أستطع أن اقرأ هذا
الكتاب بعيني لضعف بصري، ولكن سمعت جلّ مباحثه ممن يقرؤها
عليئ، ولما سمعتها وصلت مسزتي إلى غايتها، لما أن هذا الكتاب في
مكانة عطيمة لو حاولت أنا أن أكتب مثله في صحتي لما استطعت!
واخيراَ اسأل الله الكريم من اعماق قلبي أن يمدّ حياة قرة عيني هذا
في عافية، ويحفظه من الشرور والفتن الظاهرة والباطنة، ويوفقه إلى
الخدمة الدينية والعلمية، ويرزقه الصدق والإخلاص ورضاه الكامل،
ويتقبل كتابه هذا قبولاَ حسناَ، ويجعله ذخراَ لي وله في الاَخرة، وينفع به
المسلمين عامة، والله المستعان " (2).
تلك هي دعوة صالحة من والد حنون لابنه البار، وتلك هي كلمة
لوذعي مثل الشيخ محمد شفيع رحمه الله في كتاب (علوم القراَن)، ولم
يبقَ لنا هنا شيء نقوله في شان (علوم القراَن (إلا أن نضمّ صوتنا إلى دعوة
الشيخ محمد شفيع رحمه الله، ونقول من أعماق قلوبنا: امين يا ربنا لا إله
إلا انت (3)، وقد ترجم الكتاب إلى اللغة الإنكليزية، وأدخلته عدة
(1)
(2)
(3)
علوم القراَن، ص 2 1، طبع كراتشي.
المصدر السابق، ص 4 1 - ه ا.
وإنني مدين للسيد نور العالم أميني الندوي رحمه الله حيث استفدت من مقدمته=

الصفحة 122