كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

فهذه قرية (ديوبند) وهذه مدرسة (دار العلوم) مفخرتها، ومصدر
اعتزازها، وهي المدرسة التي نشأ ودرس، ثم تولى التدريس فيها الشيخ
المفتي محمد شفيع - رحمه الله - ليكون ذلك رمزاً لحياته القادمة، الحياة
العلمية والروحية والكفاح المتواصل في سبيل العلم والدعوة إلى الحق
بالحكمة والموعظة الحسنة، فإنها هي الخصال النبيلة التي عرفتها مدرسة
(ديوبند) منذ تأسيسها، ثم أورثتها إلى المنتمين إليها، والناهلين من
معينها0
أسرته:
ولد القاضي محمد تقي العثماني في قرية ديوبند التي كانت تغطيها
الأنوار العلمية من مدرسة ديوبند، وفي أسرة اشتهرت بخدمة العلم وأهله
منذ عرف تاريخها، ويشهد على ذلك كلمة (ميانجي) التي أصبحت جزءاً
غير منفصل من أسماء مشايخ هذه الأسرة، ومعنى (ميانجي) في اللغة
الهندية هو المعفم، أو المدرّس، فمهنة هذه الاسرة هو التعليم والتدريس،
واتصال أسرة عالم ما بالعلم وا لاشتغال بتدريسه وتعليمه يخفف آثاراً عميقة
في تربيته، واتجاهاته وميوله ومواهبه:
وهل يُنْبِتُ الخطيئَ إلآَ وشيجُه
وتغرَسُ إلآَ في منابِتِهَا الئخلُ
ومن هنا أرى أنه لا بأس بأن أورد ذكر بعض ا لأفراد البارزين من هذه
الاسرة العلمية الكريمة الذين لهم صلة مباشرة أو قريبة بالشيخ القاضي
محمد تقي العثماني حفظه الله، ولا ريب أن هذا الإلمام الموجز يساعدنا
على تحديد حياته العلمية، ومواقفه العملية والدينية.
وأبرز من استفاد منهم ونال حظاً وافراً من حنانهم وشفقتهم من
13

الصفحة 13