كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

أسرته هو جده ووالده، ووالدته، وإخوته، ونورد هنا عن كلِّ واحدٍ من
هؤلاء كلمةً موجزةً لنتعزَف على بعض تلك البيئة الكريمة التي تقفَب فيها
أستاذنا القاضي محمد تقي العثماني في طفولته وما بعدها.
جده رحمه الله:
جدّه الشيخ محمد ياسين رحمه الله (1)، وإن كان قد توفي قبيل
ولادة القاضي محمد تقي العثماني، غير انه تأثر بسيرته تأثراً عظيماً،
وذلك لقرب عهد وفاته من ايام طفولته، ولكثرة ما سمع من والده
وأشقائه الكبار عن أخبار جدهم، وتردد ذكر 5 على ألسنة أفراد الأسرة.
وكان الشيخ محمد ياسين رحمه الله من أوائل الطلاب الذين تلفّوا
العلم في مدرسة ديوبند في عهدها الأول، وتتلمذ على كبار مشايخها من
أمثال الشيخ محمد يعقوب النانوتوي، والشيخ سيد أحمد الدهلوي،
والشيخ المنلا محمود الديوبندي، والشيخ محمود الحسن الشهير بشيخ
الهند رحمهم الله، وتلقى الأدب الفارسي من الشاعر الأديب المعروف
ميرزا غالب الهندي.
ولقي في أيام طلب العلم ما كان يلقى اغلب طلاب العلوم الدينية
في ذلك العصر من شظف العيش وقلة ذات اليد، وصبر على الصعوباب
والعوائق، حتى برع في العلوم الإسلامية، وتحلّى بالأداب الدينية، غير
أنه اشتهر بتخصصه في الاَداب الفارسية، فعيّن في مدرسة ديوبند أستاذاً
للأدب الفارسي ووصل إلى مرتبة رئيس المدرسين لشعبة ا لأدب الفارسي،
(1)
ولد الشيخ محمد ياسين رحمه الله سنة 1282 هـ، وتوفي في 9 صفر الخير سنة
355 ا هـ، وولد رحمه الله قبل تاسيس مدرسة ديوبند بسنة واحدة حيث أسست
في 283 1 هـ.
14

الصفحة 14