كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

وكان يعمل خارج الدوام في تدريس بعض المواد العربية أيضاً.
ولئن كان الشيخ محمد ياسين - عليه الرحمة - مدرِّساً ناجحاً، فقد
كان أيضاً مربّياً ذا بصيرة ثاقبة، وكان يعرف أساليب غرس الإيمان في
أعماق قلوب تلاميذه، وكان يلقي دروسه ممزوجةً بما يملأ صدورهم
بحبّ الله عزّ وجل، وأنبيائه، وعباده الصالحين.
وظلَّ الشيخ محمد ياسين رحمه اللّه مدرّساً في مدرسة ديوبند أربعين
عاماً، وهو قطب الرحى في الأدب الفارسي، فتتلمذ عليه جيل كامل،
وكان لبعض الناس أن درس لديه الرجل وابنه وحفيده!
وهكذا أفنى الشيخ محمد ياسين رحمه اللّه حيا ته في سبيل التدريس،
وخلّف آثاراً علمية ممتعة في اللغتين العربية والفارسية، ومعظمها تدور
حول الأدب الفارسي منها: (مفيد نامه جديد ((صفوة المصادر ((مقيد
أصاغر وأكابر ((رسالة نادر شرح صفوة المصادر (وهذه المؤلفات طبعت
مرّات كثيرة بسبب عكوف طلاب اللغة الفارسية عليها، وهذه الاثار العلمية
خير دليل على إخلاص صاحبها في عمله، وحبه لمهنته، وتخصصه على
فنّه، وحرصه في نشر العلم، ونقله إلى الأجيال التالية، فرحمه اللّه رحمة
واسعة (1).
والده رحمه الهّ:
ووالد القاضي محمد تقي العثماني هو الفقيه الفذّ الشيخ المفتي
محمد شفيع العثماني رحمه اللّه، ولقد صدق والده الشيخ محمد ياسين
رحمه الله يوم قال: ابني هذا يساوي أربعة ابناء، ولكن هذه الكلمة تصوّر
(1)
راجع مقال شيخنا محمد رفيع العئمانىِ حفظه الله حفيد الشيخ محمد ياسين،
في مجلة (البلاع) العدد الخاص بحيإة والد 5، ص 84 وما بعدها.
15

الصفحة 15