كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

ويحذو حذوه في حلو الحياة ومزها، وفي كل ما يعرض له من الأمور،
صغيرها وكبيرها، دقيقها وجليّها، وهذه الصلة المتينة هي التي جعلته
بمثابة شارح علوم والده ومبسّطها، ومقرّبها إلى الناس، ومكمل لحلقاتها
المفقودة، ثم زيادة صرح علميّ جليل على الأسس التي وضعها والده
رحمه اللّه، فكان خير خلف لخير سلف.
ولد الشيخ محمد شفيع رحمه الله في الحادي والعشرين من شعبان
المعظم سنة 4 1 3 ا من الهجرة، وترعرع في حجر ا لعلم وا لعرفان، إذ عكف
على تلقي العلم من العلماء الكبار منذ نعومة اظفاره، والتزم العارفين من
بداية عمره.
وتلقى العلوم في مدرسة ديوبند حيث دخلها سنة 325 ا هفي ميعة
صباه، وبقي مدة عشر سنوات مشتغلأ بدراسته، مكبّا على الاستفادة
العلمية من كبار العلماء والأفاضل، الذين سار بصيتهم الركبان في أنحاء
الهند0
وكان رحمه اللّه مولعاً بالاستفادة والاسترشاد بمشايخ الطريقة،
فكان يحضر مجالس الإمام الداعية المجاهد الكبير شيخ الهند محمود
الحسن رحمه اللّه، وبعد اعتقاله على يد الاستعمار في جزيرة (مالطه)
راجع شيخ مشايخ الوقت، حكيم الأمة مولانا أشرف علي التهانوي رحمه
الله، وبعدما رجع شيخ الهند إلى ديوبند بايع على يده بيعة السلوك سنة
339 اهـ، وبعد وفاته راجع حكيم الأمة الموصوف مرة ئانية، وجدد
البيعة على يده سنة 346 ا هـ، ولازمه ستاً وعشرين سنة، وفي هذه المدة
ساعده في تأليف كثير من الكتب: (الحيلة الناجزة للحليلة العاجزة) وهو
كتاب مفرد في نوعه، ويحتوي على احكام زوجة المجنون، والمتعنت،
والمفقود، والعنين، ونظراً لضيق المذهب الحنفي في هذه المسائل
17

الصفحة 17