كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

راجعوا علماء المالكية وكتبهم، وأفتوا بمذهبهم، ثم أجمع علماء الحنفية
عليه، وهو المختار للفتوى عند الحنفية اليوم.
واشتغل الشيخ بالفتوى في مدرسة ديوبند من 0 135 إلى 362 ا هـ،
وكتب في هذه المدة أربعين ألف فتوى، وقد طبع منها عدد قليل في مجلد
ضخم يقارب ألف صفحة باسم (إمداد المفتين)، ولا يزال يكتب الفتوى
بعدما فارق دار العلوم الديوبندية، وبناء على إحصاء وترتيب فتاويه سنة
371 ا هبلغ عددها زهاء ثمانين ألف فتوى.
ولم يحبس الشيخ رحمه الله نفسه في إفادة المسلمين العلمية
وإرشادهم في مجال الفتوى والدعوة، بل أدّى دوراً بارزاً في طرد ا لاستعمار
من شبه القارة الهندية، وبالتالي تأسيس دولة إسلامية وهي (باكستان) في
المناطق ذات الأغلبية المسلمة، فأسس الشيوخ العثمانيون الثلاثة: شيخ
الإسلام شبير أحمد العثماني، والشيخ ظفر أحمد العثماني، والشيخ
محمد شفيع العثماني رحمهم الله جمعية سياسية تخدم مصالج المسلمين
باسم (جمعية علماء الإسلام)، تدعو المسلمين إلى فكرة تأسيس
باكستان، واستمرت جهود المسلمين الاجتماعية بما فيها الحظ الوافر
لجهود (جمعية علماء الإسلام) وقادتهم العلماء إلى ان حقق الله أمنيتهم
سنة 367 ا هالموافق لسنة 947 ام حيث برزت دولة باكستان الإسلامية
على خريطة العالم.
وباستقلال باكستان انتهى شوط كبير من جهوده السياسية، غير أنه
بدا دوراً جديداً - ولعله أشد إرهاقاً من الدور الأول - لتكثيف جهوده لبناء
وطن جديد، انصبت عليه المشكلات الداخلية والخارجية المتسارعة
للقضاء عليه في مهده. فأسرع الشيخ مهاجراً إلى باكستان، ومغادراً لوطنه
القديم، وكان رحمه اللّه اخشى ما يخشاه ان ينحرف الوطن الجديد عن
18

الصفحة 18