كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

الموضوع المنشود، ورحم الله الشيخ رحمة واسعة ومتعنا باثاره العلمية
النافعة الممتعة.
وإنما أطلنا بذكر الشيني محمد شفيع رحمه الله لنتعرف إلى مدى
جوانب شخصيته الفذّة التي تولت تربية القاضي محمد تقي العثماني حفظه
الله، فإن السمهري ليحتاج إلى ساعد يحسن توجيهه إلى الهدف الصحيج.
والدته رحمها الله:
فإذا كان لوالده رحمه الله الدور الجذري في بناء شخصيته، فقد كان
لوالدته رحمها الله الحظ الأوفى في صنع اللبنة الأساسية للصرح التربوي
الذي تعاونا في بنائه. يقول فضيلة القاضي حفظه الله في كلمبما له:
"لم تكن والدتي رحمها الله وتغفدها برضوانه من الأمهات اللائي
يوفرن لأولادهن مجرد مهد أمومة فقط، وإنما كانت من اللائي يكون
مهدهن اول مركز تربوي للفرد الإنساني، والذي يوفر للطفل مجالأ يتلقى
فيه آداب الحياة عن امه مباشرة دون ان يعتمد على قراءة أو كتابة.
ولم تكن والدتي رحمها الله حاصلة على شهادات عليا، ولكن
كانت طودأ شامخأ في السيرة الحسنة، والخلق الرفيع، وكانت على مكانة
عظيمة في تربية أولادها، وبصيرة نافذة في الأمور المتصلة بالإلسلام
والأمة الإسلامية مما نفقدها عند كثير ممن يحملن شهادات جامعية
رفيعة.
وكانت - رحمها الله - مجبولة على الصبر، والقناعة، والجد
المتواصل، وتحفل المشاق، والإيثار، وعلؤ الهمة، وكانت حياة والدي
رحمه الله عبارة عن الجهود المستمرة في الشؤون الدينية، فكانت والدتي
تساعده في جهوده، وتفرغ باله من الشؤون المنزلية والاسرية إلى أبعد
ما كانت تستطيعه.
20

الصفحة 20