كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

مرحلة طلب العلم:
تبدأ مرحلة طلبه للعلم مع تأسيس مدرسة دار العلوم في كراتشي على
يد والده رحمه الله، فتمت الدراسة الابتدائية في اللغة الأردية والفارسية في
البيت لدى والده ووالدته، ولما تم تأسيس دار العلوم التحق بها، فتلقى
هنالك بعض المواد الفارسية والأردية.
ثم دخل مرحلة (الدرس النظامي) المعروف في شبه القارة الهندية
في 5 شوال سنة 372 ا هوهو ابن ثمان سنوات، واجتاز هذه المرحلة من
الدراسة وهو مكبّ على تلقّي المواد العلمية المختلفة برغبة صادقة،
وجَلَد عظيم، وتفافي مضنٍ في استفادة شتى العلوم والفنون، وكان قد
امتزج التنقيب والبحث عن الكتب العلمية بلحمه ودمه، إلى حدّ انه لم
يعرف (يوم العطلة) بالمعنى المعروف في أوساط الطلبة في أيام دراسته،
إذ إنه كلما كان يرجع إلى منزله في نهاية الأسبوع بعد جهد مرهق في
الدرس يدخل إلى مكتبة والده، فيعكف على القراءة والتنقيب في الكتب،
او يقوم ببعض الخدمات العلمية التي كان يفوّض إليه والده من حين لاَخر
لينتهي وقت (العطلة) دون أن يشعر بها.
وتخرّج من مرحلة (الدرس النظامي) سنة 379 اهالموافق
959 1 م، ونال الشهادة العالمية بدرجة امتياز مسجّلة لم يتخطّها أحد بعده
إلى يومنا هذا (1).
العلوم التي تلقاها:
اما العلوم التي تلقاها وبرع فيها في الدراسة النظامية فهي تكاد تعم
علوم الشريعة، وعلوم الاَلة، فقد درس الكلام، والتفسير، والحديث،
(1)
مجلة (ا لبلاغ) ا لعدد ا لخاص، ص 98.
25

الصفحة 25