كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

والفقه، واصوله، والفرائض، والعلوم المتصلة بالأدب العربي من النحو،
والصرف، والنصوص الأدبية منثورها ومنظومها على علماء ومشايخ
متفننين، وساعده على ذلك ولعه في قراءة الكتب للمنهاج الدراسي، ولا
ريب أن غرام العالم بالكتب دليل المحبة الصادقة، والرغبة المتناهية
للعلم بحثاً ومطالعةً وقراءةً وإقراءً، وهذه المزية كانت بادية عليه من بداية
دراسته، وتتجفى هذه الظاهرة في مؤلفاته العلمية، فإنَّ من يقرا اثاره يرى
فيه الازوع على عدد كبير من كتب المكتبة الإسلامية، والمكتبة الحديثة
على اختلاف فنونها ومواضيعها.
دراسة العلوم العصرية:
وقد شعر إبان دراسته في الدرس النظامي أن هذا المنهاج ربما
يقصر في مواجهة بعض الأوضاع الراهنة على ما عليه من التطور والتعقيد
في كل مجال، ولا سيما في مجال الاقتصاد والقانون الحديثين، فإن
تطبيق الأحكام الشرعية الإسلامية على الظروف الراهنة بوجهها الصحيج
لا يمكن إلا بعد التعرف على صورتيهما الحقيقية، وذلك يتوقف على
دراسات معفقة في العلوم والفنون العصرية، فعزم على دراسة الحقوق
والعلوم الاقتصادية والسياسية الحديثة بإشارة من والده رحمه الله، فبرع
في هذه الموضوعات في بضع سنين، فنال شهادة (الليسانس) في الاقتصاد
والسياسة من جامعة كراتشي سنة 4 96 1 م، كما نال شهادة (الليسانس) في
الحقوق بمرتبة الشرف الثانية عام 967 1 م من الجامعة نفسها.
ثم توجه إلى اللغة العربية، فنال شهادة (الماجستير) في العلوم
العربية بمرتبة الشرف الأولى من جامعة بنجاب سنة 0 97 1 م.
وفي دراسته للعلوم العصرية لم يجعل همه الحصول على الشهادة،
وإنما كان أكبر همه أن ينال دراسات عميقة في هذه العلوم، ومن هنا لم
26

الصفحة 26