كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

يكتفِ بدراسة المنهج المفرر في كلية القانون وكلية الاقتصاد والسياسة،
بل قرأ ودرس كل ما تيسّر له من المواد العلمية في هذه الموضوعات،
واستطاع بفضل الله تعالى ثم بفضل جهوده الجبّارة ان يسبر أعماق هذه
العلوم، ويستخرج كنوزها صافية نقية، ليكرّ عليها مرة ثانية بمقارنتها مع
الشريعة الإسلامية ليحق الحق منها، ويبطل الباطل على بصيرة وبرهان،
دون تقليد واستسلام لما يقوله الناس.
استرشاد 5 بمشايخ الطريقة:
ولقد جرت عادة العلماء الصالحين قديمأ وحديثاَ أنهم يراجعون
مشايخ مهرة، وحذاق في مجال التربية وتزكية النفوس، ولا ريب أن هذه
العلاقة إذا كانت على الوجه المرضي شرعأ تؤتي أكلها كل حين، فتزيد
العالم إلى جانب مكانته العلمية زهدأ في الدنيا، ووقارا في خدماته،
ونوراَ يغمر قلبه، واستقامة على الخير، وحسن سمت في تصرفاته،
ورغبة صادقة في ثواب الأخرة، ونزوعاَ بالغأ إلى القيام بما يجب عليه من
حق اللّه وحق عباده، وما إلى ذلك من الأخلاق المرضية الفاضلة التي
ينشدها ديننا الحنيف.
ومن هذا المنطلق راجع القاضي محمد تقي العثماني حفظه اللّه
الشيخ العارف بالئه عبد الحي عارفي رحمه الله تعالى أجلّ خلفاء الإمام
اشرف علي التهانوي رحمه الله في الطريقة، وكان ممن تشرّب منهجه في
التربية، واضطلع بأفكاره في إصلاح النفوس البشرية، وأساليب تزكيتها
وتوجيهها من غيّها إلى رشادها، وظل القاضي حفظه الله يستفيد من شيخه
العارف بالثه عبد الحي عارفي رحمه الله إلى أن وافته المنية في 15 رجب
المرجب سنة 6 0 4 ا هـ.
وبعد وفاته رحمه الله راجع الشيخ مسيح اللّه خان رحمه الله، وكان
27

الصفحة 27