كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

ايضاَ من خلفاء التهانوي رحمه الله، واستمرت استفادته منه إلى وفاته في
26 جمادى الأولى سنة 13 4 1 هالموافق 2 1 نوفمبر (تشرين الأول) سنة
992 1 م، رحمة الله عليه رحمة واسعة.
اشهر شيوخه في الدراسة النظامية:
ومما لا ريب فيه ان ا لاستفادة العلمية والتربوية من الشيوخ المهرة في
تخصصاتهم، والمخلصين في خدماتهم، والمتشبثين بالاَداب الإسلامية
في حياتهم من أعظم مكوّنات الشخصية المتكاملة، ولقد وفق الله تعالى
الشيخ المفتي محمد شفيع رحمه الله أن يؤلّف جماعة خيّرة من اهل العلم
والصلاح للقيام بخدمة التدريس بعد تأسيس دار العلوم في مدينة كرا تشي.
وكان الشيخ محمد تقي حفظه الله من أوائل الطلاب في دارالعلوم،
فاستطاع أن يستفيد من المشايخ الأجلة، وفي طليعتهم الشيخ المفتي
محمد شفيع رحمه الله نفسه، وقد ذكرنا نبذة عن حياته فيما تقدم، ونلمّ
بذكر بعض اشهر مشايخه وأساتذته إلماماَ موجزاَ.
1 - الشيخ العلاّمة أكبر علي رحمه الله:
كان من افاضل اهل العلم والصلاح، قام بالتدريس في دار العلوم
قرابة خمسين عاماَ، وكان مدرِّساَ نابغة لايلحق، وقد مارس التأليف
والتصنيف فترجم كتاب (إظهار الحق) للشيخ رحمة الله الكيرانوي -
الهندي رحمه الله إلى اللغة الأردية بأسلوب ممتع، وله غير ذلك من
الخدمات في مجال التأليف، ولكن على حد قول فضيلة القاضي حفظه
الله: "كان مجاله الحقيقي هو التدريس، فكان يقدّم المادة العلمية
العويصة بأسلوب سهل فيجعلها كالماء " (1).
(1) نقوش رفكان، ص 13 1 0
28

الصفحة 28