كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

وكان رحمه اللّه علماً بارزاً في العلم والتقوى كما كان تربوياً عظيماً،
يقول القاضي محمد تقي حفظه اللّه:
"إنه رحمه اللّه لم يدرسنا الكتب العلمية فحسب، بل وغرس في
أذهاننا وقلوبنا فكراً دينياً ما زلنا نتمتع به إلى يومنا هذا، ودلّه الحمد على
ذلك " (1).
وتوفي رحمه الله في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك سنة
415 اهـ.
3 - الشبخ المجاهد مولانا نور أحمد رحمه اللّه:
وُلد رحمه الله في عام 0 92 ام في مديرية أكياب من مدينة أراكان
البورمية، تعلّم في مدرسة ديوبند الشهيرة، هاجر إلى باكستان في عام
948 ام بعد استقلال باكستان، وعندما بدأ الشيخ المفتي محمد شفيع
رحمه الله تأسيس جامعة دار العلوم في مدينة كراتشي كان الشيخ نور أحمد
ساعد 5 الأيمن في تحقيق ذلك الغرض السامي، وعيّن في دار العلوم
كمدير اعلى سنة 951 ام، واستمر في منصبه إلى عام 964 ام، وظلّ
طوال هذه المدة يخدم الجامعة ليلاً ونهاراً، وينظّم هيكلها، وينسّق
إدارتها المختلفة، وإلى جانب كونه مديراً خبيراً، كان مدرّساً متقناً،
وعالماً متبحّراً، والشيخ محمد تقي حفظه الله درس لديه التعليم
الابتدائي، يقول في كلمة له:
" وإن معرفة الحروف الحاصلة لهذا العبد الضعيف يرجع فضلها في
ظاهر الأسباب إلى فضيلة الشيخ نور أحمد رحمه الله، وإنه بذلك قد
(1) المصدر السابق نفسه.
30

الصفحة 30