كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

والبرهان، ودقة النظر وعمق الدراسة، ومنمقة في حسن التنظيم والصياغة
وسلاسة الأسلوب، وازداد اشتغاله بالفتوى بعد تخرّجه من الدراسة،
ووفق في إصدار اَلاف الفتاوى منذ تصدر 5 للفتوى إلى اليوم، ومع الأسف
فإن كل هذ 5 الفتاوى القئمة ما زالت مبعثرة في السجلات الضخمة لدار
الإفتاء، ولو طبعت هذه الفتاوى لجاءت في مجموعة ضخمة في مجلدات
عديدة.
وهو في هذه الأيام - على الرغم من كثرة الأشغال العلمية والدعوية
المضنية - يقوم بالإشراف على قسم الفتوى، فلا تصدر فتوى ذات أهمية
ودقة إلا بتوقيعه، وأصحاب دار الإفتاء يرجعون إليه في كل معضلة فقهية،
وكل مسالة معفدة، فيجدون عنده ما يثلج الصدور، ويجلو الأبصار،
فاحسن اللّه جزاءه وحفظه الله من كل سوء.
3 - التأليف:
أما التأليف فهو موطن الجمال والجلال والجاذبية الغريبة في حياته
العلمية اللامعة، وهوالموطن الذي جمع بين جذية الفقيه الفاضي المتبقر،
وحكمة الداعية المخلص الخبير بمواطن الدعوة وأساليبها، والتحليل
الموضوعي للصحفي الخبير الناقد، الناصح لدينه وامته وبلاده والعالم
الإسلامي، وجمال الذوق الأدبي الرفيع الذي يأخذ بمجامع القلوب،
ويعطر العقول والأرواح، بدأ التاليف منذ ميعة شبابه وهو طالب في
المدرسة، وقد رزقه الله تعالى نفَساً طويلاً في هذا المجال، وزاده الله في
ذلك على مرّ الأيام.
وسنعود إلى هذا الموضوع في الفصل الثاني إن شاء الله تعالى عندما
نتحدث عن اَثاره العلمية.
38

الصفحة 38