كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

ب -جهوده في اطار (مجلس الفكر ا لإسلامي):
توئى الرئيس السابق الجنرال ضياء الحق رحمه اللّه تعالى زمام
الحكومة المؤقتة بعد اضطرابات سياسية وأعمال عنف شديدة في طول
البلاد وعرضها الناتجة عن سياسات حكومة حزب الشعب اَنذاك، وكان
يرغب في تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد بطريق تدريجية، وأعرب عن
رغبته في إعلانه الصادر في غرة محرم الحرام سنة 399 اهـ/ 979 ام،
حيث تضمَن بعض الخطوات المهمة نحو أسلمة القوانين، ومن هذا
المنطلق حاول ان يبث في (مجلس الفكر الإسلامي) روحاً جديدة ليساعده
في رغبته، فاختار المجلس رجالاً بارزين في تخصصاتهم الخاصة إلى
جانب ثقافتهم الإسلامية، وممن اختارهم كان الشيخ محمد تقي العثماني
حفطه اللّه، ولعله تعرّف عليه من خلال مجلة (البلاغ) التي كانت تنشر
دعوته منذ سنوات، وكان الرئيس رحمه اللّه صاحب بصيرة نافذة في اختبار
الرجال، كما كان ممن يقدَر ذوي الصلاح وأهل العلم ويتواضع لهم.
وقبل الشيخ حفظه اللّه دعوة الرئيس رحمه الله بعدما تيقن أ ن
المساهمة في اعمال المجلس ستتيج مجالأ افضل لخدمة أسلمة القوانين،
وكما مر بنا أن تقارير المجلس وإرشاداته وإن كانت استشارية فقط، غير ا ن
شخصية الرئيس كانت بارزة في أعمال الحكومة المؤقتة، وهذا ما جعله
متوقعأ من ان تقارير المجلس ستجد طريقها إلى التطبيق العملي من دون
أن تواجه عراقيل شديدة من الحكومة خضوعأ لرغبة الرئيس، وتحقق
بعض رجائه عندما اعلن الرئيس رحمه اللّه تطبيق بعض الأحكام الشرعية
في البلاد عام 979 ام، وأعرب الشيخ عن سعادته في تقريره الصحفي
الذي أدلى به كعضو للمجلس، ومما قال فيه:
"إن إعلان الرئيس الجنرال محمد ضياء الحق الصادر في 12 من
43

الصفحة 43