كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

" إنَّ كثيراً من الكُتَاب والأدباء، فضلاً عن الشادين في اللغات،
والمتطفلين على الاَداب يعتبرون موضوع التعريف برجل من ذوي الشأن
والخَطر، وترجمة حياته ووصفه من اسهل الأغراض الأدبية والمواد
الكتابية، فيكيلون لمن يترجمون له أو يعرّفون به القاباً ونعوتاً بسخاء،
ويكون اكثرها كلمات مدح وإطراء مشتركة يمكن أن تقال عن كل عالم
واديب أو صالح وتقي، أو حاكم حكومة. . . والمكتبة العربية من أغنى
مكتبات العالم، فيختار منها جملاً وكلمات يصف بها المترجَم له، أ و
الممدوح ومن يكتب عنه، فيتشابه الرجال، ويتماثلون، ولا يخرج القارى
بمعرفة شخصية دقيقة " (1).
وكاتب هذه الأسطر يعلم جيداً أن رأي العلامة أبي الحسن الندوي
رحمه الله هو عين منهج فضيلة القاضي محمد تقي حفظه الله في هذا الباب،
ومن هُنا حاولت ان تكون هذه الرسالة مجزَدَ دليل على أعمال فضيلة
القاضي حفظه الله من دون أن تسير على النمط المعروف في ديارنا لتسجيل
تراجم الرجال.
كما يتبين للقارى الكريم أنني لم اتعرّض لإيراد السيرة الذاتية
لفضيلة الأستاذ حفظه الله واخلاقه الشخصية، وذلك لأني ارى بكل أمانة
انني لست أهلاً لكتابة هذا الفصل، وينبغي أن يكتبه من هو أكثر مني
ملازمة له في إقامته وأسفاره وفي حياته اليومية، وهنالك كثير ممن حظي
بطول ملازمته من تلامذته وأعضاء أسرته، فحبّذا لو تناول أحدهم هذا
الفصل، وقدّم للقراء صورة براقة لههذا الجانب من شخصشه.
هذا وقد ترجمت كثيراً من العبارات الأردية إلى العربية عبر هذا
(1) شخصيات وكتب، صه.

الصفحة 6