كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

خالية من ويلات الثورة الغربية التي جعلت المجتمع الغربي على شفا
جرفٍ هار.
ومع الأسف الشديد فإن طبقتنا المجددة تحاول أن تستورد الثورة
الصناعية بجميع مواصفاتها السلبية، وتعمل جاهدة لتخوض الأمة
الإسلامية في غمار الضلال الفكري والعملي إلى قمة رأسها قبل أ ن
تستخدم التقنية الغربية " (1).
وعلى هذه الشاكلة تراه في عمله الصحفي يرد على الشبهات المثارة
من قبل الطبقة المجددة المتغربة بأسلوب حكيم، فأجاب عما يقال: إ ن
علماء الدين يخالفون التقدم العلمي! بمقال مبسوط بعنوان (متطلبات
العصر الراهن) (2) ومما قال فيه:
"أناشدكم باللّه أن تذكروا لي عالماً واحداً من علماء الدين يمنع
الأمة من التقدم التقني النافع، من ذا الذي افتى في يوم من الأيام ان الترفي
في مجال العلم التقني الحديث حرام أو مكروه أو عمل بما لا يعنيه
الإنسان؟ وكلنا شاهد أن العالم قد امتلأ بالاختراعات الحديثة، فكم
اختراعاً منها حرّمه العلماء؟ هل أفتى العلماء بتحريم الكهرباء، والبريد
البرقي، والهاتف، والطابع البرقي، واللاسلكي، والمذياع، والمسجّل،
والسيارات الحديثة، والطائرات، والسفن البخارية، والقطارات،
والأجهزة الحربية الحديثة، والدبابات، والقاذفات، والقنابل،
والمقاتلات، والطواقم، والمدمرات، والصواريخ، وأجهزة الإنذار
المبكر، وأحدث أنواع الالات في المصانع، والزراعة والأدوية الكثيرة
(1)
(2)
اسلام اور تجدد بسندى، ص 2 2 - 23.
انظر: مقاله (وقت كى تقاضى)، في مجموعة مقالاته (اسلام اور تجدد
بسندي)، ص 27 وما بعدها.
87

الصفحة 87