كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

والآلات الطبية والجراحية، والتقدم في جميع العلوم الهندسية وكل علم
وفن من العلوم البشرية؟ أي شيء من هذا خالفه العلماء؟ الواقع أنه لم
يمنع عالم واحد من ذلك، فاتهام علماء الدين بأنهم أعداء التقدم بهتان لا
اساس له.
. . نعم إن كان قصد الطبقة المجددة من التقدم هو الرقص،
والموسيفى، والسفور، والتعليم المختلط في المدارس والجامعات،
ومعاطاة الربا، وتحديد النسل، فإنني أعترف أن علماء الحق خالفوها،
وعادوها في الله أشد المعاداة، وحق لهم ان يفعلوا ذلك، وسيستمرون
على ذلك في المستفبل إن شاء الله، ولكن هل هنالك أي أساس عقلي أ و
منطقي يقتضي أن التقدم والرقي العلمي يتوقف على ذلك؟
ونحن نتحدى جميع المجددين أن يأتوا بحجة معقولة واحدة على
أن هنالك أية علاقة بين الرقص والموسيقى وبين التقدم العلمي، او ا ن
هنالك رابطة ما بين السفور والتقنية الحديثة؟ أو ان التقدم العلمي يتوقف
مسيره من دون السفور والتبرج الجاهلي؟ أو أن التعليم المختلط بين
الذكور والإناث وحده يساعد على العلوم الجديدة؟ او أن النظام
الاقتصادي سيفشل من دون اخذ الربا "؟.
وعلى هذا النحو ردّ على كل انحراف اعتقادي أو عملي باسم
(التجديد) أو (التنوير) واجاب عن الشبهات المثارة حول الثوابت
الإسلامية في الاعتقاد والعمل والسلوك (1).
د - اصلاح الفرد:
وقد مزَت بنا ا لإشارة إلى أن فضيلة القاضي حفظه الله يهعتبر الصحافة
(1)
ومقالاته في هذا الصدد قد جمعت بعنوان (اسلام اور جدت بسندى).
88

الصفحة 88