كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

ومن جانب اَخر دعا زعماء المدارس الدينية إلى إصلاح مناهجها
التعليمية، وقزر بأنها أصبحت في وضع لا تستطيع به مواجهة الطروف
الراهنة، واقترح عليهم مشروعاً تعليمياً واسع النطاق لإصلاح التعليم
الديني، وما كتب في موضوع التعليم قد طبع مجموعاً بعنوان (همارا
تعليمي نظام) أي نظامنا التعليمي.
وهكذا - وكما يرى القرّاء - لم نستطع أن نوفي هذا الجانب الأغر
من حياة شيخنا حفظه الله حفه، وكم يتمنى كاتب هذه الأسطر أن لو وفق
أحد إلى ترجمة هذه البحوث والمقالات الممتعة إلى اللغة العربية،
لاستفاد منها خلق كثير من إخواننا في البلاد العربية، ودلّه عاقبة ا لأمور.
8 - ا لرحلات:
لقد يسّر الله للعلامة محمد تقي العثماني أن يطوف حول الكرة
الأرضية غير مزة، وينزل بلاداً ومدناً كثيرة من حين لاَخر، وقد اَل الأمر
مؤخراً إلى ان تكون مدة أسفاره أطول من مدة إقامته، حتى إن أحد
أصدقائه خاطبه مرة بأنه المواطن الباكستاني من غير إقامة في باكستان
(31،4،1 امما، ح 4،1! 314 س! 3 - ،54* ((1).
ومعظم هذه الرحلات تكون للمشاركة في المؤتمرات والندوات
المنعفدة في شتّى المجالات العلمية والدعوية.
ومما لا ريب فيه أن الأسفار تكسب المرء من الدراسات والتجارب
ما لا تكسبه الأسفار من الكتب، ولأجل ذلك اعتبر أهل العلم والفضل
السفر وسيلة ناجحة لتحقيق الأماني والأهداف النبيلة قديماً وحديشاً،
(1) جهان ديده، ص 2.
91

الصفحة 91