كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

ولا سيما إذا كان لمقاصد علمية ودعوية، وللاجتماع مع أهل العلم
الوافدين منْمختلف أقطار العالم.
ومن هذا المنطلق فإن فضيلة القاضي محمد تفي العثماني حفظه الله
استغل اسفاره، واستفاد وأفاد الشيء الكثير علمياً ودعوياً من خلال
رحلاته، هذا من جانب، ومن جانب اَخر شاهد عن كثب معظم بلاد العالم
وما يدور هنالك من سياسة واقتصاد وثقافة، وأطل عليها من الناحية
التاريخية.
ولو جاد قلمه بتسجيل هذه المشاهدات والانطباعات لاقتصرت
ثمرتها عليه هو، ولحرم الناس من تلك الطاقة الزاهية التي تضم رحلاته،
والتي تجعل قارئها يتذوق الجمال الطبيعي لبلاد كثيرة، ويتمعّر لمرارة ما
هنالك من أنواع الهموم والشرور، ويزهو لمجد المسلمين الماضي واَثاره
الباقية، ويتح! ر على اوضاع الأمة الإسلامية الحالية، وينظر إلى المستقبل
بعين مليئة بالأمل والتفاؤل.
ومذكرات اسفاره قد طبعت من خلال (البلاع) ثم جمعمتا في
مجموعة مستقلة، غير ان جزءاً كبيراً من رحلاته ما زال متناثراً هنا وهناك
في أعداد (البلاع)، والمجموعة المطبوعة باسم (جهان ديده) اي (العالَم
المشاهد) تقع في (08 6) صفحات من القطع المتوسط.
وهذه المجموعة تسلط الأضواء بما تحتوي عليه من الملاحظات
والالتفاتات الحية على جانب مهئم من الحياة الاجتماعية والسياسية في
البلدان التي زارها.
والقارى الذي لا يهتم بالناحية العلمية فيها سيجد فيها شعوراً إنسانياً
فياضاً، واسلوباً أدبياً متيناً، وميلاً من صاحبها إلى اقتناص ا لأمور الغريبة،
كما يشعر ان الرحالة لم يمتنع من ان يمتع نظره من مظاهرالجمال الطبيعية،
92

الصفحة 92