كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

تلك العزة والكرامة، وذلك الرفي وا لازدهار، الذي صار نصيب المسلمين
في القرون الأولى بسبب اتّباع السنّة النبوية على صاحبها الصلاة والسلام،
فلا بد لنا أن نتبعه مج! ي! كما اتّبعه الصحابة والتابعون من غير تحريف ولا
تمويه، ومن غير إرضاء لما تهوى النفوس، ومن غير خوف من استهزاء
الأجانب، فوالله ليس العز في الأبنية الشامخة، ولا في القصور العالية،
ولا في الملابس الفاخرة، وإنما العزّ في اتّباع النبي الكريم عليه الصلاة
والسلام، ا لذي كا ن يجوع يومأ ويشبع يوماً، وا لذي كا ن ينام على الحصير،
ويربط على بطنه الأحجار، ويحفر الخندق، ويحمل بيده الشريفة اللبنات
لبناء المسجد، فلا عزّ إلا بالاصطباغ التام في صبغته لمجي! في كل شيء.
وإن هذا المؤتمر الحاشد المبارك، الذي جمع أهل العلم والفكر من
مشارق الأرض ومغاربها، ليقتضي منا أن نحاسب أنفسنا على هذا الطريق،
وأن نضع للمسلمين مخططأ يغرس في قلوبهم الحمث للسنّة النبوية على
صاحبها الصلاة والسلام، حتى لا تغرّهم الأهواء ولا النظريات الاجنبية
الفاسدة.
فأقترح أن يتخذ هذا المؤتمر توصيات تالية بكل عزم وإخلاص:
ا - يوصي هذا المؤتمر جميع المسلمين وجميع أهل العلم والفكر
ودعاة الإسلام خاصة أن يهتفوا اهتماماً بالغاً بالاتباع التام للسيرة والسنة
النبوية على صاحبها الصلاة والسلام؟ في حياتهم ومعيشتهم بما يجعل
حياتهم أنموذجأ عمليأ صالحاً للسنّة النبوية.
2 - يوصي هذا المؤتمر جميع المسلمين في كل زمان ومكان ا ن
يعئن كل واحد منهم وقتأ، ولو نصف ساعة كل يوم لدراسة السيرة النبوية
على صاحبها الصلاة والسلام، يدرسها بنفسه ويقرؤها على أعضاء
أسرته، ويحاسب نفسه كم عمل بأحكامها؟
96

الصفحة 96