كتاب محمد تقي العثماني القاضي الفقيه والداعية الرحالة

3 - يقترح هذا المؤتمر من الحكومات الإسلامية أن يجعلوا السيرة
النبوية مادة إجبارية من موادّ التعليم في كل مرحلة من مراحل الدراسة في
المدارس والكليات والجامعات، وأن يعينوا وقتاً صالحاً تعلّم فيه السيرة
والسنّة النبوية على ا لإذاعات كل يوم.
4 - يوصي هذا المؤتمر أهل العلم والفكر أن يهتمّوا بنشر السيرة
النبوية فيما بين الشعب والعامة بما يسهل لهم فهمها، سواء كان كتابة أ و
خطابة، وأن لا يطبّقوا القراَن والسنّة على النظريات الاخنبية الحديثة بما
يؤدي إلى التحريف، بل يجعلوا السيرة النبوية كما هي، أسوة لحلّ مشاكل
المسلمين في جميع شؤون الحياة " (1).
وأهم ما يلفت نظر قراء رحلته أنه حينما يقف أمام الأمكنة التاريخية
لا يقف هنالك كسائج عادي، ولكن يقف هنالك ليسرد علينا ما يتعلق بها
من الوقائع التاريخية، ويحيلنا إلى المصادر الموثوق بها، وكما يشعر
القارئ أن الرحالة واقف هناك معجباً ذاهلاً أمام ما يتجلى من خلال هذه
الماَثر التاريخية من جلال عظماء الإسلام، الذين غيروا وجه التاريخ،
وخلفوا للبشرية حضارة خصبة، وثقافة لا توازيها ثقافات العالم، قديمها
وحديثها، وتراثاً علمياً يخلد للأمة الإسلامية مجداً لا يَبلى بكرِّ الغداة ومرّ
العشي - بإذن الله -، فهنالك يصب رحّالتنا سيلاً جارفاَ من الانطباعات
والمشاعر الفياضة في قالب جميل من التعبير يجعل القارى يحسّ بالمشاعر
والانطباعات نفسها، كما فعل حينما وقف وسط ميدان (مُؤتَة)، أو حينما
دخل (جامع الكوفة)، أو عندما قام بجانب (قبر الإمام أبي حنيفة) رحمه
الله، أو عندما شاهد الاَثار الإسلامية في الأندلس (إسبانية الحالية)،
وما إلى ذاك من الأمثلة الكثيرة.
(1) جهان ديده، صر،397 - 1 0 4.
97

الصفحة 97