كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وتمتاز هذه الطبعة بمدخل تحدث فيه المؤلف عن الشواهد وقواعد
الاحتجاج بها، وما يأخذ الدارس به نفسه من ضوابط المناقشة، وما ينبغي
أن يقبل وأن يبنى عليه الحكم، وما ينبغي أن يُردّ. وفضل الحديث عن
خطته فقال: "جريت في تفصيل مواد الكتاب على خطة غير بعيدة فعُنيتُ
بالشواهد، وانتقيتها بليغة من عيون كلام العرب في عصر السليقة، تنمية
لملكة الدارس وتوسيعاً لاَفاقه في إدراك احوال أمته، لكون هذه الشواهد
مصوّرةً أحوال مجتمعات أصحابها أصدقَ تصوير، تصويراً لا نجده
- بهذه الدقة والصفاء - حتى في كتب التاريخ نفسِها، وهي متى استُوعِبَتْ
أعوَدُ على الملكات من كثير من القواعد المحفوظة والتعليلات المتكلفة.
وجئبتُ الدارس الأقوال المرجوحة والمذاهب الضعيفة، مختاراً ما ئبتت
صحته على الامتحان " (1).
ثم ذكر ما اراد لكتابه من كونه كتاباً في النحو والصرف والإملاء
فقال: " ثم رايت - لطبعتنا الأخيرة هذه - الجمع بين مناهج الجامعات في
الأقطار العربية، مع إضافة مباحث ناقصة لم ينص عليها المنهاج اللبناني
مثلاً مع ضرورتها، مراعاةً لمناهج بقية الجامعات العربية، وليكون بيد
المتعلم مرجعٌ متكامل في القواعد العربية (نحوها وصرفها وإملائها)، فلا
يفقد فيه شيئاً ذا بال " (2).
ويمتاز الكتاب في طبعاته جميعها بالتكثيف والتركيز والإيجاز
والاقتصار على الفواعد الأساسية، بعيداً عن أساليب الفدماء في التطويل
وإيراد الشبهات وردّها، وذكر الاعتراضات والشذوذ، فجاء الكتاب كما
اراده المؤلف منشَقاً، سهل الأسلوب، يحظى الطالب منه بمادة العلم،
(1)
(2)
الموجز في قواعد اللغة العربية، المقدمة.
المصدر السابق نفسه0
101

الصفحة 101