كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وشعرتُ بعدما بدأتُ العمل انني لن أقوى عليه وحدي لطول الزمن
الذي يستغرقه، فأنا أمضي أربع ساعات في تهيئة درس واحدٍ القيه على
الطلاب، فمن أين لي الوقت للعمل في كتاب ضخم كالمًغني؟!.
لجأت إلى الأستاذ محمد علي حمد الله وعرضت عليه الفكرة،
وطلبت إليه مشاركتي في العمل فوافق مشكوراً واقتسمنا العمل: أخرجُ
النص، وأتئم ما فيه من اَيات قراَنية، وأعزوها إلى أماكنها من السور في
المصحف، واخرج الأحاديث النبوية. وهو يقوم بتخريج الشواهد
الشعرية، وعزوها إلى أصحابها ومصادرها.
وقبل أن ينتهي العمل اتفقنا على أن نطلب من أستاذنا الأفغاني ا ن
يراجع عملنا، فوافق - رحمه الله - على أن نعرض عليه العمل مطبوعاً في
تجربته المطبعية الثانية، لتكون المراجعة مريحة له، ولنستطيع إضافة
ما يرا 5 قبل دفع الكتاب إلى المطبعة في التجربة الثالثة وا لأخيرة.
وصدرت الطبعة الأولى من (المغني) بتحقيقنا ومراجعة الأستاذ
الأفغاني عام (963 1 م) في جزأين عن دار الفكر بدمشق.
ثم رأينا بعد ممارسة التدريس في طبعتنا انها في حاجة إلى مزيد من
العمل، فأنجزنا طبعة ثانية للكتاب قلنا في مقدمتها: "لسنا ندَّعي لعملنا
الكمال، ولسنا نقول: إنه العمل الذي يستحفه كتاب (المغني)، بل نحن
نقز بأن عملنا لم يتعدّ الغاية من طبعتنا، وهي إيجاد الكتاب في أيدي
الراغبين "، ثم قلنا: إننا عدنا إلى النسخ المطبوعة وإلى ما وصلت إليه
أيديثا من النسخ الخطية الجيدة، وأتممنا الاَية، أو أتممنا ما يوضح
الشاهد فيها. وخرّجنا شواهد الكتاب، وأتممنا - في الحواشي - أنصاف
الأبيات، وفسّرنا ما اعتقدنا أن الطالب في حاجة إلى تفسيره من غريب
ألفاظ الشواهد، وذكرنا ما كانت له رواية تبطل الاستشهاد به، وأعطينا
لكل شاهد رقماً. ثم جعلنا الكتاب في مجلد واحد كما وضعه مؤلفه،
107

الصفحة 107