كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

2 - من وطنية حافظ وشوقي:
كيف ودع الشاعران (اللورد كرومر):
وهو المقال الثاني الذي نشره الأستاذ الأفغاني في كتاب (ذكرى
الشاعرين) (1).
استغرق المقال خمس عشرة صفحة، بدأ الكاتب فيه بتعريف
(الوطنية) وتعريف (الشاعر)، وانتقل بعد ذلك إلى عرض موقف كلً من
الشاعرين حافظ وشوقي في وداع (اللورد كرومر)، فوازن بينهما، وقارن
بين قصيدتيهما، وأبان عن محاسن كلَّ منهما، ورجحت في ميزانه كفّة
حافظ، ولكنه احترس فقال في اَخر مقاله: إن هذا الحكم مقصورٌ عليهما
حين نظما قصيدتيهما، وقد تغيَّرا بعدما شاخا.
3 - هل في النحو مذهب اندلسي؟:
بحثٌ في عشر صفحات (نشره معهد الدراسات الإسلامية في
مدريد عام 959 ام)، استهلّه الأستاذ الأفغاني بالشك في صحة ما أطلقه
المُحْدَثُون في النحو من قولهم: مذهب أو مدرسة بصرية وكوفية وبغدادية
انسحاباً على أذيال القدماء الذين صنفوا في الطبقات، فقالوا: نحاة
البصرة، ونحاة الكوفة، ونحاة بغداد، ونبّه إلى تأئر المحدثين بالقدماء في
جعل البصريين أهل القياس والكوفيين أهل السماع، وانتهى إلى أن ذلك
ليس دقيقاً، وان الدقة والإمعان في ألا يكون مذهب بصري يقابله مذهب
كوفي، بل نزعة سماعية يقابلها نزعة قياسية يختلف حظّ كل منهما صحة
وحالاً ومفداراً بين البلدين، بل بين نحاة كل بلد على حدة.
(1) انظر التعريف بالكتاب فيما سبق تحت عنوان: (حافظ الإنسان) 0
110

الصفحة 110