كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

باب، أو صدأ على حديد، ولكن التنبيه على ذلك داعية لإزالة العيب،
وتأكيد لجلال البنيان.
وعرض بعد ذلك اربعة أمثلة استقاها من كتاب (مغني اللبيب) لابن
هشام لإقامة الدليل على ما ذهب إليه، وختم البحث بقوله: "إن بعض
علمائنا كانوا أسرع إلى الاستبناط والاستنجاد بالصناعة والتخريج
والتماس الوجوه منهم إلى التثبت من صحة النص وتمامه. وهذا التثبت
هو الخطوة الأولى قبل ا لاستنباط من النص والبناء عليه ".
5 1 - العمل فيما له روايتان من الشواهد اللغوية:
بحث في اثنتي عشرة صفحة ألقاه الأستاذ الأفغاني في الدورة الثانية
والأربعين لمؤتمر مجمع اللغة العربية في القاهرة في 28/ 1976/2،
وحدد إطار بحثه بقوله: "وبحثي هذا قاصر على ما ئبتت له روايتان من
الشواهد اللغوية، وليس ذلك على إطلاقه، لأن أمره يطول، ولكن
ساعالج حالة واحدة من حالات عدة، هي التي يبنى فيها على إحدى
الروايتين حكمٌ يؤثر في اطراد القاعدة أو سلامتها".
وحدد منهجه فقال: "لا نستشهد بما روي بالمعنى، لأن صناعتنا
لفظية، إلا إذا كان الراوي نفسه ممن يحتجُ به لسلامة بيئته لغوياً، وسلامة
سليقته هونفسه.
وظاهرٌ أن الرواية الضعيفة سنداً، أو المحرفة، أو الشاهد الأبتر، أ و
المجهول الفائل، كل ذلك لا يدخل في موضوعنا، إذ هو بموضوع
(تحرير الأصول) ألصق. وساستبعد كل ما فيه روايتان صحيحتان فأكثر،
ولم يبن على واحدة منها حكم يمس القواعد المطردة.
سنبقى إذاً حيال شواهد ذات روايتين لم نجد سبيلاً إلى توهين
119

الصفحة 119