كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها
رحلته العلمية
في هذه البيئة الشامية الإسلامية، في أحياء البزورية والنوفرة
والقَيْمَريّة والعمارة، المحيطة بالجامع الأموي، نشأ الطفل محمد سعيد
الأفغاني، وتفتحت عيونه على الكتاتيب المنتشرة في تلك الأحياء، والتي
ادركها كاتبُ هذه الكلمات، كما تفتحت عيونُه على ما كان يشاهدُ في
الجامع الأموي من دروس لا تنقطغ طوال النهار.
وفي هذه الدروس المسجدية عرف أستاذه (الشيخ أحمد
النويلاتي)، وفي حلقة هذا الشيخ عرف صديقه (الشيخ علي الطنطاوي).
اما الشيخ النويلاتي فعالم دمشقيّ عامل، ومصلج فاضل (توفي
سنة 357 اهـ/938 ام)، قرا على الشيخ طاهر الجزائري، وتأثر باَرائه
الإصلاحية في نقد المجتمع ومحاربة الفساد في جميع ميادينه الاجتماعية
والفكرية والثقافية والدينية، وهو ما نشأ عليه تلميذه الالمحغاني، وبدا
واضحاَ في فكره وسلوكه. وقد جاء في ترجمة الشيخ النويلاتي (1) انَّ
"تلاميذه كثرٌ، ومنهم سعيد الأفغاني؟ فرأ عليه العربية وعلوم الدين،
وأفاد منه فائدة لا تقدَّر" (2).
واما صديقه الشيخ علي الطنطاوي فسأفرِدُ لصلته به فصلاً خاصاَ لما
في تلك الصلة من تميز وفائدة.
وبدأ محمد سعيد الأفغاني تعليمه الرسمي منذ طفولته، حين سجله
(1)
(2)
ترجمة الثيخ أحمد النويلاتي في كتاب: (تاريخ علماء دمشق)، للأستاذين
مطيع الحافظ ونزار أباظة: 1/ 1 1 5 - 4 51.
تاريخ علماء دمشق: 1/ 2 1 5.
15
الصفحة 15
150