كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها
وتخرج في شهر أيار (مايو) من عام (928 ام)، والتحق بمدرسة
الاَداب العليا في الجامعة السورية، وكان مديرها ا لاستاذ (شفيق جبري)،
ومن أساتذتها الأستاذ سليم الجندي والشيخ عبد القادر المبارك (1).
وفي شهر تشرين الأول من العام نفسه (928 ام) عيّنه الاستاذ
محمد كردعلي، وكان وزيراً للمعارف، معلماً في مدرسة (منين) (2)
الابتدائية، وظل بعد ذلك يتنقل بين مدرسة الملك الظاهر - التي طلب
الانتقال إليها لقربها من مسكنه - ومدرسة البحصة والمدرسة الأموية،
ومدرسة الصنائع والتجارة، حتى استقرَّ عام (941 ام) مدرساً في
مدرسة التجهيز الأولى بدمشق - وهي التي أطلق عليها فيما بعد اسم ثانوية
جودة الهاشمي - وفيها لقيته معلّماً، ودرستُ عليه سنةً كاملة.
ولما انشئت كلية الاَداب في جملة ما أنشئ من كليات الجامعة
السورية عيّن ا لأستاذ ا لأفغاني فيها أستاذأ مساعدأ، فوجد بعض زملائه في
نفوسهم عليه وعلى من عيّنه، وزادت موجدة بعضهم حتى بلغت حدّ
الكلام وطول اللسان، ولم يكن من عادته - رحمه اللّه - أن يردّ في مثل هذه
المماسبات او الخصومات، وهي خصومات تزداد مع الأيام، ويكثر
ورّادها، لان المستهدف فيها صاحبُ رأي لا يجبُن عن إعلانه، وصاحبُ
موقف لا يتزحزحُ عنه ولا يبالي بمن غضب أو سخط.
وكان بين الساخطين والناقمين طلابٌ له، وكان منهم من لا يسخط
أو لا يجرّح إلا لأن الأستاذ رحمه الله كان عادلاً مستقيماً، فلم يعطه درجة
التجاح التي كان يريدها أو يحلم بها!!.
(1)
(2)
وكتاب (نور ونار)، للأستاذ مطيع المرابط، ففيهما م! يملأ النفس فَخَارأ
بمدارس تلك ا لأيام.
انظر صورة دفعة الخريجين عام 932 1 م في الملحق رقم ا.
(منين) قرية على بعد 0 4 كم من دمشق شمالأ.
17
الصفحة 17
150