كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
اللهمَّ سذَد ألسنتنا وأقلامنا، وارزقنا الحكمة، وحَفَنا بالصدق
واجعل عملنا خالصاَ لك، وثثمنا على الحق ما حيينا.
وبعد: فإذا كانت المطالعة في كتب التراجم، وقراءة أخبار الرجال؟
من أمتع ما نطالع وأكثره فائدة وعبرة، فإن الكتابة عن الرجال ووصفهم
وإطلاق الأحكام عليهم من أصعب ما يكتبه من يقدّر ثقل المسؤولية
وعبء الأمانة.
إنك إذا كتبت عمّن تحب فأنت على خطر الميل مع الهوى
والانحراف، وإذا كتبت عفن تكره فأنت في خطر الغبن والإجحاف،
كيف وقد قرأنا لمن كتب عن الأشجار فجعلها حوراَ، وقرانا لمن كتب عن
الجبل فجعله شيخاَ وقوراَ؟!.
وانت في جميع الأحوال - حين تكتب عن رجل من الرجال - إنسانٌ
يكتب عن إنسان.
وانا اليوم اكتب عن رجل علَّمني علماَ، ولقَّنني حكمة، وأفادني
تجربة.
أكتب عن رجل علّم وألّف، وحقق ونشر، ونثر عاطفته وشعوره في
كثير مماكتب.

الصفحة 5