كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وينبه على أن التعصب عدو العلم، فليكن ما يعتقده الإنسان في
حوادث التاريخ وأشخاصه مذهباَ شخصياَ يحتمل الخطأ، على أن يأخذ
نفسه بشيئين هما: الإخلاص في البحث، وما يقضي به العقل الحر بعد
بذل الجهد والتجرد من كل عصبية.
ويربط كتابه هذا بكتابه (الإسلام والمرأة إ، ويرى أن الثاني توطئة
ومقدمة للأول لا غنى للقارئ عن قراءته قبله.
ويلفت النظر إلى انه نظر إلى الحوادث من الجهة (العائشية إ، مما
جعله يسلك منهجاَ خاصاَ، استفاد فيه من أحسن مزايا مناهج القدماء
والمحدثين، وأنه لم يختم الكتاب بوفاة السيدة عائشة، بل تتبع اَثارها
السياسية في حياة المجتمع الإسلامي المستمرة المتجددة.
وأما القسم الئاني: فهو تمهيد للموضوع تناول فيه الحديث عن
المرأة والسياسة، ونحا فيه نحو القول بأن المرأة ريحانة وليست قهرمانة،
وأن المجتمع الذي تخلّت المرأة فيه عن البيت مجتمع خسر طعم
السعادة، وانهار فيه بناء الأسرة ذو الجو المحبب العَطِرِ الجميل الحنون.
ولم يغفل المؤلف عن التمييز بين مشاركة المرأة في السياسة - وهي
مشاركة ذميمة - وبين مشاركتها للرجل في الجهاد، وهو أمر ليس لأحد أ ن
يحرم المراة شرفه، فالمرأة والرجل في الجهاد سواء، كلّ يشارك بحسب
استعداده واختصاصه. وعرض لأمثلة تاريخية عن جهاد المرأة وكفاحها
مع الرجل، وانتهى إلى القول: " مِنْ شأن السياسة المزالق الخفية الخطرة،
فهي على المرأة حرامٌ صيانةَ للمجتمع من التخبط وسوء المنقلب، اما
الجهاد فطريق لاحبة مضمونة الخير، فللمرأة ان تأخذ من هذا الشرف
نصيبها الأوفى ".
وأما القسم الئالث فكان تعريفاَ بالسيدة عائشة منذ ولدت إلى بداءة
60

الصفحة 60