كتاب سعيد الأفغاني حامل لواء العربية وأستاذ أساتيذتها

وانقطاعها إلى العبادة والصدقة ونشر العلم وبيان السنة.
وعرض ذلك كله في فصلين جعل أولهما لموقف عائشة من
خصومها السياسيين، وجعل الثاني لعرض مواقف متفرقة من كثيرين ممن
عاصروها وساركوا في الأحداث، كأخيها محمد بن أبي بكر ومعاوية وابنه
يزيد ومروان وغيرهم، وختمه بوفاتها سنة ثمان وخمسين، وبقولها وهي
تحتضر: " إن يومَ الجملِ معترضٌ في حلقي، ليتني كنث نسياً منسياً" (1).
وكان الباب السادس وهو اَخر أبواب الكتاب في ثلاثة فصول؟
تناول الأول منها الحديث عن عائشة في نظر الفرق الإسلامية، وفي الثاني
انقسام الراي العام في انصارها، وفي الثالث اَراء الفرق الإسلامية من سنة
وخوارج ومرجئة ومعتزلة وشيعة في اعمالها.
وكانت الخاتمة عرضاً لما يراه المؤلف من عبرة في تلك الأحداث
التي عرضها الكتاب، وتتلخص بأن المرأة لم تخلق للسياسة، وأن ثمرة
الخلاف مرةٌ أليمة، وقد ذاقت امتنا مرّه وألمه قديماً فلا نجعلن الأحقاد
والعداوات تتوارث إلى يوم الدين، والأمم من حولنا كالجياع على
القصاع كما أخبر بذلك الرسول الأعظم ع! يم.
والحق في اَخر الكتاب مسارد للأعلام والجماعات والأماكن
والأيام والمصادر والموضوعات (2).
(1)
(2)
صر*! بم
عائشة والسياسة، ص 0 9 2.
في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، المجلد 49: 658/ 1 - 661، كلمة
للأستاذ الأفغاني عن قصيدة الواعظ الأندلسي في مناقب السيدة عائشة.
64

الصفحة 64